المرأة والحجاب: الجزء الثاني(حرب تحرير المرأة في البلاد العربية الاسلامية)
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: فضاء للأنسات والسيدات
صفحة 1 من اصل 1
المرأة والحجاب: الجزء الثاني(حرب تحرير المرأة في البلاد العربية الاسلامية)
بسم الله الرحمان الرحيم
لايمكن لأحد أن ينكر بأن البلدان الغربية حققت تقدما على مستوى العلوم، لكن بلوغ هذا لتقدم كان مرتبطا بالتعامل مع الطبيعة ومساءلتها، لكن غالبا ما تم اسقاط هذا التقدم على المستوى الانساني، فكان من الطبيعي أن تدخل المرأة في هذا الخضم، خصوصا في البلاد العربية الاسلامية ، هذه الأخيرة التي طالما انبهرت أمام التقدم العلمي والتكنولوجي الذي توصل اليه الغربيون، في مقابل التخلف الذي تعيشه البلدان العربية. فكان من الطبيعي أن تطرح الأمة العربية والاسلامية تساؤلات حول هذا الأمر، وكان النظر الى النمودج الانساني الغربي بوابة نحو محاولة الاجابة، فالانسان الغربي وفق هذا المنظور متطور لأنه بالشكل الفلاني، لذلك اذا اردنا أن نبلغ مستوى الغرب من التقدم يجب علينا أن نتبع نمودجه في حياتنا الانسانية، فكانت المرأة جزءا من هذا الخضم من الاجابات، فحتى تحقق المرأة هذا المستوى من التقدم عليها أن تتخلى على نمودج المرأة البدائية المتخلفة لتصل الى مستوى المرأة الغربية الشقراء المتحررة، بهذا الشكل طرح موضوع حرب تحربر المرأة في البلاد الاسلامية، فتحولت الحرب من حرب حقوقية الى حرب قيمية تستهدف الكيان الثقافي للمجتمع الاسلامي. فما هي تجليات هذه الحرب؟ وما هي حيثياتها وحدودها؟
كيف وصلت حرب تحرير المرأة الى البلاد العربية والاسلامية
ان الناظر الى تاريخ طهور ما يسمى بحرب تحرير المرأة في الاسلام، سيجد بأنها انطلقت مع قاسم أمين، هذا الأديب النابغة الذي انتقل الى فرنسا ليتم دراسته. فعاد الى مصر معجبا بالتقدم التكنولوجي الغربي، ومعجبا بالفتاة الفرنسية التي فتحت أمامه الأبواب ليدخل معها في علاقة غرامية، ففتح الحرب على الجبهة النسائية وفق هذا المنطور، رغبة منه في جعل المرأة العربية على هذا النمودج. اذا أردنا السير في ركب التقدم الذي حققه الانسان الغربي وبالضبط الفرنسي، هذا المجتمع الذي يشكل أحد كبار قلاع العلمانية الأكثر تطرفا، كما سبق أن ذكرنا في الجزء السابق، وهكذا انطلقت في البلاد العربية الحركات النسائية منادية بضرورة تحرر المرأة من القيود الرجعية(الدينية حسب منطورهم). ومن بين الأحداث التي وقعت في هذا الاطار أن خرجت مجموعة من النساء للاحتجاج على الاستعمار الانجليزي، لكن فجأة خرجت المطاهرة عن مسارها فنزعن حجابهن وقمن بحرقه في مكان الاحتجاج. وهذا يشكل مسارا لتحول الحرب من حرب حقوقية الى حرب قيمية.
من الحرب الحقوقية الى الحرب القيمية: أوردنا في الجزء السابق دواعي انطلاق حرب تحرير المرأة في البلاد الغربية والتي تتجلى في اجحاف في حقها في المساواة مع الرجل في الأجر ومدة العمل. والملاحظ للحظة ظهور هذه الحرب في البلاد العربية سيجد بأن الطروف السابقة والتي أدت الى ظهور هذه الحرب في بلاد الغرب لم تكن متوفرة. فالمجنمع الغربي مجتمع رأسمالي صناعي، في حين أن البلاد العربية في عصر قاسم أمين كانت بلادا مستعمرة. والمرأة لم تكن تعمل أصلا، حتى أماكن العمل السابقة لم تكن موجودة. فالمرأة في هذه الفترة كانت تنجب الأبناء فتودعهم شهداء بالزغاريد. من هنا يتضح لنا المسار الذي كان يجب أن تتخده هذه الحرب، أي أن تسير في اتجاه الدفاع عن المرأة العربية المسلمة كمرأة مقاومة. بالاضافة الى ذلك فليطرح كل منا السؤال التالي ويحاول الاجابة عنه: اذا وضعنا أمام امرأة محجبة وأخرى غير محجبة، منهجية لصنع شيء معين حتى وان كان صاروخا هل سيـتأثر أداء المرأة المحجبة بحجابها’ أو المرأة المتبرجة بتبرجها؟ لن تتأثر بطبيعة احال. من هنا يتضح لنا أن تحديد تبرج المرأة كشرط للتقدم ليس له أي معنى وبذلك يفقد هذا الرأي كل مصداقيته.
لا يمكن لأحد أن ينكر بأن المرأة العربية عانت من بعض الاضطهاد مثل حرمانها من التعليم، واتهامه بالجهل وعدم القدرة على التعلم. لكن المشكل يكمن في طريقة استغلاال هذه القضية لمخططات تسير في اتجاه تدعيم الاستعمار ثقافيا والقضاء على احدى الرموز الحضارية للأمة الاسلامية.
صورة المرأة ودورها في تحديد الرمز الحضاري. ان الصورة ليست بتلك اللوحة المعزولة داخل النطام الحضاري لأمة معينة. فكل صورة بالمنطور اللساني الحديث هي صورة سميائية تتقبل عدة مستويات من التأويل أي أنها ذات دلالات حضارية مختلفة. فهناك تيار يرى في صورة المرأة صورة محايدة لا تأثير لها في الحضاة. في حين أن صورة المرأة تحدد دورها الحضاري داخل أمة معينة. فالصورة التي تبدو عليها المرأة في الغرب تحدد دورها انطلاقا نت ثنائية العرض والطلب التي أصبحت سائدة في الغرب. بالاضافة الى أنها تشكل التصور الذي تعطيه الحضارة الغربية للانسان. هذا الأخير الذي يشكل موضوعا قابلا للتحكم والسيطرة، وبالتالي تحديد مقاييس انسانيته. فالمرأة لن تكون مرأة جميلة في الغرب الا اذا أطهرت مفاتنها وفق القياسات التي تحددها الشركات ومصممي الأزياء والشركات الاشهارية. فأصبح جسد المرأة لوحة اشهارية ليس الا. ولكن هذا غالبا ما يتم طمسه تحت يافطة الحرية التي تحمل في طياتها كل أشكال الاستلاب للمرأة، والاستعباد، ولن المشكل أن يشكل هذا التحديد معيارا للتقدم، وهنا يتحدد الدور الحضاري لصورة المرأة في الغرب. فما هو الدور الحضاري الذي الذي تعبر عنه صورة الحجاب لدى المرأة المسلمة؟ وهل يشكل فعلا رمزا للتخلف؟ وما موقعه ضمن المعادلة النفسية لللانسان المسلم؟ والله من وراء القصد يتبع.......
لايمكن لأحد أن ينكر بأن البلدان الغربية حققت تقدما على مستوى العلوم، لكن بلوغ هذا لتقدم كان مرتبطا بالتعامل مع الطبيعة ومساءلتها، لكن غالبا ما تم اسقاط هذا التقدم على المستوى الانساني، فكان من الطبيعي أن تدخل المرأة في هذا الخضم، خصوصا في البلاد العربية الاسلامية ، هذه الأخيرة التي طالما انبهرت أمام التقدم العلمي والتكنولوجي الذي توصل اليه الغربيون، في مقابل التخلف الذي تعيشه البلدان العربية. فكان من الطبيعي أن تطرح الأمة العربية والاسلامية تساؤلات حول هذا الأمر، وكان النظر الى النمودج الانساني الغربي بوابة نحو محاولة الاجابة، فالانسان الغربي وفق هذا المنظور متطور لأنه بالشكل الفلاني، لذلك اذا اردنا أن نبلغ مستوى الغرب من التقدم يجب علينا أن نتبع نمودجه في حياتنا الانسانية، فكانت المرأة جزءا من هذا الخضم من الاجابات، فحتى تحقق المرأة هذا المستوى من التقدم عليها أن تتخلى على نمودج المرأة البدائية المتخلفة لتصل الى مستوى المرأة الغربية الشقراء المتحررة، بهذا الشكل طرح موضوع حرب تحربر المرأة في البلاد الاسلامية، فتحولت الحرب من حرب حقوقية الى حرب قيمية تستهدف الكيان الثقافي للمجتمع الاسلامي. فما هي تجليات هذه الحرب؟ وما هي حيثياتها وحدودها؟
كيف وصلت حرب تحرير المرأة الى البلاد العربية والاسلامية
ان الناظر الى تاريخ طهور ما يسمى بحرب تحرير المرأة في الاسلام، سيجد بأنها انطلقت مع قاسم أمين، هذا الأديب النابغة الذي انتقل الى فرنسا ليتم دراسته. فعاد الى مصر معجبا بالتقدم التكنولوجي الغربي، ومعجبا بالفتاة الفرنسية التي فتحت أمامه الأبواب ليدخل معها في علاقة غرامية، ففتح الحرب على الجبهة النسائية وفق هذا المنطور، رغبة منه في جعل المرأة العربية على هذا النمودج. اذا أردنا السير في ركب التقدم الذي حققه الانسان الغربي وبالضبط الفرنسي، هذا المجتمع الذي يشكل أحد كبار قلاع العلمانية الأكثر تطرفا، كما سبق أن ذكرنا في الجزء السابق، وهكذا انطلقت في البلاد العربية الحركات النسائية منادية بضرورة تحرر المرأة من القيود الرجعية(الدينية حسب منطورهم). ومن بين الأحداث التي وقعت في هذا الاطار أن خرجت مجموعة من النساء للاحتجاج على الاستعمار الانجليزي، لكن فجأة خرجت المطاهرة عن مسارها فنزعن حجابهن وقمن بحرقه في مكان الاحتجاج. وهذا يشكل مسارا لتحول الحرب من حرب حقوقية الى حرب قيمية.
من الحرب الحقوقية الى الحرب القيمية: أوردنا في الجزء السابق دواعي انطلاق حرب تحرير المرأة في البلاد الغربية والتي تتجلى في اجحاف في حقها في المساواة مع الرجل في الأجر ومدة العمل. والملاحظ للحظة ظهور هذه الحرب في البلاد العربية سيجد بأن الطروف السابقة والتي أدت الى ظهور هذه الحرب في بلاد الغرب لم تكن متوفرة. فالمجنمع الغربي مجتمع رأسمالي صناعي، في حين أن البلاد العربية في عصر قاسم أمين كانت بلادا مستعمرة. والمرأة لم تكن تعمل أصلا، حتى أماكن العمل السابقة لم تكن موجودة. فالمرأة في هذه الفترة كانت تنجب الأبناء فتودعهم شهداء بالزغاريد. من هنا يتضح لنا المسار الذي كان يجب أن تتخده هذه الحرب، أي أن تسير في اتجاه الدفاع عن المرأة العربية المسلمة كمرأة مقاومة. بالاضافة الى ذلك فليطرح كل منا السؤال التالي ويحاول الاجابة عنه: اذا وضعنا أمام امرأة محجبة وأخرى غير محجبة، منهجية لصنع شيء معين حتى وان كان صاروخا هل سيـتأثر أداء المرأة المحجبة بحجابها’ أو المرأة المتبرجة بتبرجها؟ لن تتأثر بطبيعة احال. من هنا يتضح لنا أن تحديد تبرج المرأة كشرط للتقدم ليس له أي معنى وبذلك يفقد هذا الرأي كل مصداقيته.
لا يمكن لأحد أن ينكر بأن المرأة العربية عانت من بعض الاضطهاد مثل حرمانها من التعليم، واتهامه بالجهل وعدم القدرة على التعلم. لكن المشكل يكمن في طريقة استغلاال هذه القضية لمخططات تسير في اتجاه تدعيم الاستعمار ثقافيا والقضاء على احدى الرموز الحضارية للأمة الاسلامية.
صورة المرأة ودورها في تحديد الرمز الحضاري. ان الصورة ليست بتلك اللوحة المعزولة داخل النطام الحضاري لأمة معينة. فكل صورة بالمنطور اللساني الحديث هي صورة سميائية تتقبل عدة مستويات من التأويل أي أنها ذات دلالات حضارية مختلفة. فهناك تيار يرى في صورة المرأة صورة محايدة لا تأثير لها في الحضاة. في حين أن صورة المرأة تحدد دورها الحضاري داخل أمة معينة. فالصورة التي تبدو عليها المرأة في الغرب تحدد دورها انطلاقا نت ثنائية العرض والطلب التي أصبحت سائدة في الغرب. بالاضافة الى أنها تشكل التصور الذي تعطيه الحضارة الغربية للانسان. هذا الأخير الذي يشكل موضوعا قابلا للتحكم والسيطرة، وبالتالي تحديد مقاييس انسانيته. فالمرأة لن تكون مرأة جميلة في الغرب الا اذا أطهرت مفاتنها وفق القياسات التي تحددها الشركات ومصممي الأزياء والشركات الاشهارية. فأصبح جسد المرأة لوحة اشهارية ليس الا. ولكن هذا غالبا ما يتم طمسه تحت يافطة الحرية التي تحمل في طياتها كل أشكال الاستلاب للمرأة، والاستعباد، ولن المشكل أن يشكل هذا التحديد معيارا للتقدم، وهنا يتحدد الدور الحضاري لصورة المرأة في الغرب. فما هو الدور الحضاري الذي الذي تعبر عنه صورة الحجاب لدى المرأة المسلمة؟ وهل يشكل فعلا رمزا للتخلف؟ وما موقعه ضمن المعادلة النفسية لللانسان المسلم؟ والله من وراء القصد يتبع.......
عبد الصمد أفقير- عدد المساهمات : 18
نقاط : 44
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
مواضيع مماثلة
» المرأة والحجاب: الجزء الأول(المرأة في الغرب ومعنى الحرية)
» المرأة والحجاب: الجزء الثالث ( الحجاب بين المعيقات الداخلية والخارجية)
» مكانة المرأة في الإسلام
» حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام
» المرأة المسلمة والخطاب النسوي في اليوم العالمي للمرأة
» المرأة والحجاب: الجزء الثالث ( الحجاب بين المعيقات الداخلية والخارجية)
» مكانة المرأة في الإسلام
» حقوق المرأة وواجباتها في الإسلام
» المرأة المسلمة والخطاب النسوي في اليوم العالمي للمرأة
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: فضاء للأنسات والسيدات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى