لماذا خلق الله الشر؟

_كثير منا الناس يتساءلون لماذا خلق الله الشر ؟
_ما دام الله رحيم فلماذا خلق المرض و الشيخوخة والزلزال والبركان والسم و الحر وآلام السرطان و...؟
_الكثير من صديقاتي يسالوني : لماذا ترك الله الظالم يظلم و السارق يسرق و القاتل يقتل؟


_الله كله رحمة وخير وإن كان خلق الشر فهو لم يأمر به و لكن سمح به لحكمة.
_لقد كان في قدرة الله عز و جل أن يقهرنا قهرا على الطاعة و كان يقتضي ذلك أن يسلبنا حرية الاختيار،لكن الله عز و جل أرادنا احرارا. والحرية تقتضي
الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة و الخطأ و الصواب..
وفي دستور الله عزوجل و سنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة و لهذا تركنا نخطأ و نتألم و نتعلم و هذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
_فالخير في الوجود هو القاعدة و أن الشر هو الاستثناء،ومثال ذلك
1ـ أن الصحة هي القاعدة والمرض استثناء فنحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة وللمرض وجه خير علينا فهو يخلف الوفاية وألمه يربي الصلابة الجلد والتحمل.
2ـبالمثل الزلازل فهي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين و نعلم أنها تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية و تحمي القشرة الأرضية من الانفجار...
3ـوكذلك البراكين التي تنفث المعادن و الثروات الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة.
4ـو كذلك الحروب وهي تشنجات قصيرة بين فترات سلام طويلة ممتدة في حياة الأمم، وهي التي تدمج الأمم و تلقح بينها و تجمعها في أحلاف،كما أن أعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب.
وغيرها من الأمثلة
_إذن فهل كان مكننا أن نعرف الصحة لولا المرض؟ وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح، ولا الوضع الطبيعي لولا الوضع الشاذ.
إنه الإمتحان الذي نعرف به أنفسنا و الابتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله .
_و سؤالي الآن هل يريد الإنسان أن يعيش حياة بلا موت،بلا مرض،بلا شيخوخة،بلا نقص،بلا عجز،بلا قيود،بلا أحزان،بلا آلام؟
_هل يطلب الإنسان إذن كمالا مطلقا؟ و لكن الكمال المطلق لله عزوجل والكامل واحد لا يتعدد.
ومعنى هذا أن الإنسان لا يرضيه إلا أن يكون هو الله ذاته (وأستغفر الله).
وأنه يريد الدنيا جنة، وما قدم من شيء ليستحقها جنة.
_صدقت نساء ذاك العصر اللواتي قلن :"خير من الله شر من أنفسنا". إنها كلمات قليلة لكنها تلخيص أمين للمشكلة كلها ..
فالله عزوجل أرسل الرياح وأجرى النهر و لكن ربان السفينة الجشع ملأ سفينته بالناس والبضائع بأكثر مما تحتمل فغرقت فمضى يسب الله و القدر-
وما ذنب الله-الله أرسل الرياح رخاءا و أجرى النهر خيرا و لكن جشع النفوس و طمعها هو الذي قلب هذا الخير شرا.

ما أصدقها من كلمات جميلة طيبة:
"خير من الله شر من أنفسنا"

نعم كلامك صدق ولكن المرجو الكتابة بخط كبير وواضح.وشكرا.