نمودج لإنشاء فلسفي 1: تحليل نص نوربرث إلياس - بقلم: عبد الصمد أفقير
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: تطوير الذات وسبل النجاح
صفحة 1 من اصل 1
نمودج لإنشاء فلسفي 1: تحليل نص نوربرث إلياس - بقلم: عبد الصمد أفقير
[[color=black]b]
بسم الله الرحمان الرحيم
كل مجتمع بشري يعرف على أنه مجموعة أفراد تجمع بينهم علاقات وقيم ومعايير تنظم حياتهم، وتعكس التماسك الإجتماعي الضروري لكل رغبة في البقاء، وهذه الروابط الإجتماعية يتم تأسيسها انطلاقا من نظرة معينة إلى الفرد داخل المجتمع، أي الموقع الذي يجب أن يحتله الفرد داخل البنية الإجتماعية التي ينتمي إليها سواء كانت أسرة ، أو قبيلة، أو دولة...إلخ. فكل مجتمع لديه مجموعة من التنظيمات والمعايير، والقيم، والمثل العليا التي يخضع لها الأفراد، غير أن طريقة الخضوع هذه تختلف من مجتمع لآخر حسب طبيعته، إذ أن هذه المثل قد تكون غاية في حد ذاتها مفروضة على الفرد سواء كانت تلائم إرادته أو لاتلائمها، و الفرد هنا يصبح وسيلة في خدمة هذه الغايات. وقد تكون هذه الغايات مجرد وسائل لها غاية كبرى هي خدمة حرية الفرد وإرادته، لتصبح الأسبقية للفرد لأنه هو الأصل فيها، فما هي في الأخير إلا تعبير عن اختيارات الفرد. وضمن هتين المفارقتين يتموقع النص الذي بين أيدينا باعتباره يناقش إشكالية أنطولوجية متعلقة بطريقة تواجد الفرد داخل المجتمع، ومدى تأثيره في العلاقات الإجتماعية. وبذلك فإن نوربرث إلياس، يضعنا أمام أسئلة جوهرية تترجم هذه المفارقة في محاولة لتحديد علاقة الفرد بالمجتمع، ألا يمكن أن نتحدث عن وحدة بين الفرد والجتمع، تصبح فيها العلاقات الإجتماعية علاقات تأثير وتأثر؟ أم أن الفرد والمجتمع جوهرين منفصلين متمايزين، لايتحدد أحدهما إلا بالخضوع للآخر وفق نمط الحياة الإجتماعية السائدة؟
يطرح النص الذي بين أيدينا دلالة كل من الفرد والمجتمع، أنطلاقا من تعارضهما مع كل تصور يجعل منهما جوهرين متمايزين، منفصلين يخضع أحدهما للآخر، بل إن الفرد كائن اجتماعي ينتج العلاقات الإجتماعية ويخضع لها في نفس الوقت، أي أن الفرد والمجتمع كل منهما يحمل مكونات الآخر. وبالتالي فإن نوربرث إلياس ينطلق من تصور يرفض الفصل بين الفرد والمجتمع، إذ أن بينهما علاقة تأير وتأثر. ويستهل صاحب النص أطروحته بخلق جدال بين أطروحتين فلسفيتين حول علاقة الفرد بالمجتمع، تمثل الأولى منهما النزعة الفردانية بينما الثانية تمثل النزعة الإجتماعية، حيث تجعل الأولى من الفرد كل شيئ، من حيث كون المجتمع ليس سوى مجموع أفراده، بينما الثانية تعطي أهمية للمجتمع على حساب الفرد، لأن سلوك الأفراد دائما مشروط اجتماعيا. وهذا الجدال يجد له نوربرث إلياس مبررا لم يعد موجودا في هذا العصر لذلك يعمد إلى خلق جدال جديد بين هتين الأطروحتين من جهة وأطرحته من جهة ثانية. فالأطروحتين السابقتين لم يعد لهما ذالك البريق التاريخي الذي تتميزان به، إذ أن علاقة الفرد بالمجتمع لم يعد من الممكن فهمها إلا بتفاعل الفرد والمجتمع ووحدتهما والكف عن الفصل بينهما كجوهرين متمايزين، فرغم أن الفرد يخضع للسلطة الإجتماعية إلا أن إلياس يشبهه بالعملة النقدية المطبوعة والآلة الطابعة في نفس الوقت، بمعنى أنه يخضع للعلاقات الإجتماعية وينتجها، فهذه العلاقات ليست في الأخير سوى نتاج إرادات فردية يخضع لها الأفراد أنفسهم. ويلجأ كذلك إلياس إلى تشبيه هذه العلاقة بالعملة النقدية التي لايمكن فصل وجهها عن ظهرها. وضمير النحن في الأخير ليس سوى تركيب لضمائر " الأنا" التي تعيش في نفس المجتمع، وبالتالي لامعنى للحديث عن فرد ومجتمع منفصلين عن بعضهما البعض تجمع بينهما علاقة صراع يخضع فيها أحدهما لللآخر خضوعا سلبيا، فالأطروحتين السبقتين قد فقدتا أهميتهما التاريخية في الفترة المعاصرة ولم يعد هناك مجال للحديث عن أسبقية الفرد أو المجتمع.فهما وظيفتين مختلفتين للعلاقات الإجتماعية.
تستمد أطروحة نوربرث إلأياس أهميتها الفلسفية انطلاقا من كونها تقف موقفا نقديا من العلاقة بين الفرد والمجتمع، وانطلاق صاحبها من تصور يحاول التوفيق بين النزعتين الإجتماعية والفردانية، بخلق تفاعل بين الفرد والجتمع داخل النسق الإجتماعي الموحد. هذه الوحدة التي تتحقق بفضل ما يسميه أنطوني غيدنز بالتنشئة الإجتماعية، كعملية نفسية اجتماعية تعمل على نقل ثقافة مجتمع معين إلى الأفراد الذين يعيشون داخله، عن طريق مجموعة من الوسائل التربوية مثل: الأسرة ،الشارع، المدرسة ، وسائل الإعلام...إلخ، وذلك بهدف تشبع الفرد بمعايير وقيم مجتمعه وعاداته وتقاليده ولكن ليس بصورة سلبية ، أي بصورة برمجة ثقافية لادخل للفرد فيها، بل إن متطلبات وحاجات الفرد تفرض نفسها على طريقة التنشئة الإجتماعية، ولكل مرحلة عمرية طريقتها في التنشئة الإجتماعية.
هناك إذا نوع من الوحدة والتفاعل بين الفرد والمجتمع من داخل الأطروحتين السابقتين، سواء أطروحة إلياس أو جيدنز، ولكن إذا تأملنا الأطروحة الأولى سنجد بأنها ذهبت عكس ما تريد، فالنظام الإجتماعي ليس سوى ترجمة لأرادات الأفراد، وبالتالي فإننا نكون أمام أولوية للفرد على حساب المجتمع. وهذا ما يجعل من الوجود الإجتماعي مجرد ترجمة لإرادة الأفراد، ونفي للقهر الذي يمارسه المجتمع على الأفراد، إذ أن الأفراد يجدون أنفسهم في مرحلة من مراحل حياتهم مجبرين على الإنصهار في العلاقات الإجتماعية دون اختيار، وهذا ما يفسره أوجست كونت بغريزة التعاطف الإجتماعي، وبالتالي فالإنسان بهذا المعنى مشروط بهذه الغريزة، التي تجعل من الإنسان حيوانا مدنيا بالطبع كما يقول أرسطو، فلامجال هنا لاختيارات الأفراد وأفكارهم إلا بما يوفره لهم المجتمع أو ما يسميه مراكس بالطبقة الإجتماعية. وفي المقابل فإن أنطوني جيدنز رغم أنه يعطي أهمية لتأثير متطلبات الفرد على عملية التنشئة الإجتماعية، إلا أن هذه التنشئة لا تستهدف خدمة هذه الحاجات بقدر ما تستهدف نقل ثقافة ومعايير وقيم المجتمع، التي تمثل الغاية القصوى هنا، ويتنافى ذلك مع الحرية الفردية للإنسان المخولة له مما يسميه جون جاك روسو وفلاسفة الأنوار بالحقوق الطبيعية، التي يعمل العقد الإجتماعي على حمايتها، فإرادة الأفراد بالنسبة لهذا التصور هي التي تصوغ العقد الإجتماعي وتعطيه معناه، وكل تنشئة اجتماعية يجب أن تسير في إطار حماية هذه الحقوق والحريات الفردية التي تمثل غاية كل اجتماع.
يتضح مما سبق أن هناك دائما حضور للفرد على حساب المجتمع، أو للمجتمع على حساب الفرد، لتتحدد علاقة الفرد بالمجتمع انطلاقا من نوعية البنية الإجتماعية التي يعيش فيها الأفراد، فإن كان مجتمعا يؤمن بالحرية الفردية والديمقراطية فإن الأولوية ستكون فيه للفرد كغاية ينشد خدمتها كل اجتماع. أما إذا أخدنا مجتمعات فاشية مثلا، فإننا نجد بأن المعايير والمثل الإجتماعية يصبح لها السبق على الميولات الفردية، ليصبح الفرد وسيلة في خدمة هذه المثل. لكن النقطة المشتركة بين هتين العلاقتين والثابتة هي ضرورة حضور السلطة التي يعتبر قيامها ضروريا في كل مجتمع، غير أن وظيفتها تختلف من بنية اجتماعية إلى أخرى حسب موقع الأفراد فيها. وبذلك تصبح الأولوية للتساؤل حول وظيفة السلطة، هل هي لخدمة الحرية الفردية؟ أم لإخضاع الأفراد للمثل الإجتماعية السائدة؟
ملحوظة: في مستوى التحليل أنا أمام خيارين إما أن أوظف المنطق الحجاجي الذي وظفه صاحب النص داخل إنشائي، (كما فعلت في هذا الإنشاء) وهي أحسن طريقة، أو أتركه لكتابته في فقرة بعد إنهاء الحجج كأن أقول مثلا: وظف صاحب النص في دفاعه عن أطروحته منطقا حجاجيا جداليا، استعان فيه بأسلوب كذ وكذ...الخ، وهذا ما يسمى بالنقد الداخلي.[
هذا النمودج من الإنشاء خاص بنص، وسوف نزودكم إنشاء الله بإنشاء خاص بالسؤال
اكتساب منهجية الإنشاء لاتقتصر فقط على حفظ هذا الإنشاء أو ذاك بل بالتدريب والمحاولة والخطأ، والتعامل مع الموضوع بأرياحية أستمتع خلالها بالكتابة/color]
والأسئلة والنقاش دائما مفتوحين حول الإنشاء الفلسفي وكذلك الإنتقادات، بالتوفيق إنشاء الله، وإلى اللقاء في إنشاء آخر، يتبع....
[/b]كل مجتمع بشري يعرف على أنه مجموعة أفراد تجمع بينهم علاقات وقيم ومعايير تنظم حياتهم، وتعكس التماسك الإجتماعي الضروري لكل رغبة في البقاء، وهذه الروابط الإجتماعية يتم تأسيسها انطلاقا من نظرة معينة إلى الفرد داخل المجتمع، أي الموقع الذي يجب أن يحتله الفرد داخل البنية الإجتماعية التي ينتمي إليها سواء كانت أسرة ، أو قبيلة، أو دولة...إلخ. فكل مجتمع لديه مجموعة من التنظيمات والمعايير، والقيم، والمثل العليا التي يخضع لها الأفراد، غير أن طريقة الخضوع هذه تختلف من مجتمع لآخر حسب طبيعته، إذ أن هذه المثل قد تكون غاية في حد ذاتها مفروضة على الفرد سواء كانت تلائم إرادته أو لاتلائمها، و الفرد هنا يصبح وسيلة في خدمة هذه الغايات. وقد تكون هذه الغايات مجرد وسائل لها غاية كبرى هي خدمة حرية الفرد وإرادته، لتصبح الأسبقية للفرد لأنه هو الأصل فيها، فما هي في الأخير إلا تعبير عن اختيارات الفرد. وضمن هتين المفارقتين يتموقع النص الذي بين أيدينا باعتباره يناقش إشكالية أنطولوجية متعلقة بطريقة تواجد الفرد داخل المجتمع، ومدى تأثيره في العلاقات الإجتماعية. وبذلك فإن نوربرث إلياس، يضعنا أمام أسئلة جوهرية تترجم هذه المفارقة في محاولة لتحديد علاقة الفرد بالمجتمع، ألا يمكن أن نتحدث عن وحدة بين الفرد والجتمع، تصبح فيها العلاقات الإجتماعية علاقات تأثير وتأثر؟ أم أن الفرد والمجتمع جوهرين منفصلين متمايزين، لايتحدد أحدهما إلا بالخضوع للآخر وفق نمط الحياة الإجتماعية السائدة؟
يطرح النص الذي بين أيدينا دلالة كل من الفرد والمجتمع، أنطلاقا من تعارضهما مع كل تصور يجعل منهما جوهرين متمايزين، منفصلين يخضع أحدهما للآخر، بل إن الفرد كائن اجتماعي ينتج العلاقات الإجتماعية ويخضع لها في نفس الوقت، أي أن الفرد والمجتمع كل منهما يحمل مكونات الآخر. وبالتالي فإن نوربرث إلياس ينطلق من تصور يرفض الفصل بين الفرد والمجتمع، إذ أن بينهما علاقة تأير وتأثر. ويستهل صاحب النص أطروحته بخلق جدال بين أطروحتين فلسفيتين حول علاقة الفرد بالمجتمع، تمثل الأولى منهما النزعة الفردانية بينما الثانية تمثل النزعة الإجتماعية، حيث تجعل الأولى من الفرد كل شيئ، من حيث كون المجتمع ليس سوى مجموع أفراده، بينما الثانية تعطي أهمية للمجتمع على حساب الفرد، لأن سلوك الأفراد دائما مشروط اجتماعيا. وهذا الجدال يجد له نوربرث إلياس مبررا لم يعد موجودا في هذا العصر لذلك يعمد إلى خلق جدال جديد بين هتين الأطروحتين من جهة وأطرحته من جهة ثانية. فالأطروحتين السابقتين لم يعد لهما ذالك البريق التاريخي الذي تتميزان به، إذ أن علاقة الفرد بالمجتمع لم يعد من الممكن فهمها إلا بتفاعل الفرد والمجتمع ووحدتهما والكف عن الفصل بينهما كجوهرين متمايزين، فرغم أن الفرد يخضع للسلطة الإجتماعية إلا أن إلياس يشبهه بالعملة النقدية المطبوعة والآلة الطابعة في نفس الوقت، بمعنى أنه يخضع للعلاقات الإجتماعية وينتجها، فهذه العلاقات ليست في الأخير سوى نتاج إرادات فردية يخضع لها الأفراد أنفسهم. ويلجأ كذلك إلياس إلى تشبيه هذه العلاقة بالعملة النقدية التي لايمكن فصل وجهها عن ظهرها. وضمير النحن في الأخير ليس سوى تركيب لضمائر " الأنا" التي تعيش في نفس المجتمع، وبالتالي لامعنى للحديث عن فرد ومجتمع منفصلين عن بعضهما البعض تجمع بينهما علاقة صراع يخضع فيها أحدهما لللآخر خضوعا سلبيا، فالأطروحتين السبقتين قد فقدتا أهميتهما التاريخية في الفترة المعاصرة ولم يعد هناك مجال للحديث عن أسبقية الفرد أو المجتمع.فهما وظيفتين مختلفتين للعلاقات الإجتماعية.
تستمد أطروحة نوربرث إلأياس أهميتها الفلسفية انطلاقا من كونها تقف موقفا نقديا من العلاقة بين الفرد والمجتمع، وانطلاق صاحبها من تصور يحاول التوفيق بين النزعتين الإجتماعية والفردانية، بخلق تفاعل بين الفرد والجتمع داخل النسق الإجتماعي الموحد. هذه الوحدة التي تتحقق بفضل ما يسميه أنطوني غيدنز بالتنشئة الإجتماعية، كعملية نفسية اجتماعية تعمل على نقل ثقافة مجتمع معين إلى الأفراد الذين يعيشون داخله، عن طريق مجموعة من الوسائل التربوية مثل: الأسرة ،الشارع، المدرسة ، وسائل الإعلام...إلخ، وذلك بهدف تشبع الفرد بمعايير وقيم مجتمعه وعاداته وتقاليده ولكن ليس بصورة سلبية ، أي بصورة برمجة ثقافية لادخل للفرد فيها، بل إن متطلبات وحاجات الفرد تفرض نفسها على طريقة التنشئة الإجتماعية، ولكل مرحلة عمرية طريقتها في التنشئة الإجتماعية.
هناك إذا نوع من الوحدة والتفاعل بين الفرد والمجتمع من داخل الأطروحتين السابقتين، سواء أطروحة إلياس أو جيدنز، ولكن إذا تأملنا الأطروحة الأولى سنجد بأنها ذهبت عكس ما تريد، فالنظام الإجتماعي ليس سوى ترجمة لأرادات الأفراد، وبالتالي فإننا نكون أمام أولوية للفرد على حساب المجتمع. وهذا ما يجعل من الوجود الإجتماعي مجرد ترجمة لإرادة الأفراد، ونفي للقهر الذي يمارسه المجتمع على الأفراد، إذ أن الأفراد يجدون أنفسهم في مرحلة من مراحل حياتهم مجبرين على الإنصهار في العلاقات الإجتماعية دون اختيار، وهذا ما يفسره أوجست كونت بغريزة التعاطف الإجتماعي، وبالتالي فالإنسان بهذا المعنى مشروط بهذه الغريزة، التي تجعل من الإنسان حيوانا مدنيا بالطبع كما يقول أرسطو، فلامجال هنا لاختيارات الأفراد وأفكارهم إلا بما يوفره لهم المجتمع أو ما يسميه مراكس بالطبقة الإجتماعية. وفي المقابل فإن أنطوني جيدنز رغم أنه يعطي أهمية لتأثير متطلبات الفرد على عملية التنشئة الإجتماعية، إلا أن هذه التنشئة لا تستهدف خدمة هذه الحاجات بقدر ما تستهدف نقل ثقافة ومعايير وقيم المجتمع، التي تمثل الغاية القصوى هنا، ويتنافى ذلك مع الحرية الفردية للإنسان المخولة له مما يسميه جون جاك روسو وفلاسفة الأنوار بالحقوق الطبيعية، التي يعمل العقد الإجتماعي على حمايتها، فإرادة الأفراد بالنسبة لهذا التصور هي التي تصوغ العقد الإجتماعي وتعطيه معناه، وكل تنشئة اجتماعية يجب أن تسير في إطار حماية هذه الحقوق والحريات الفردية التي تمثل غاية كل اجتماع.
يتضح مما سبق أن هناك دائما حضور للفرد على حساب المجتمع، أو للمجتمع على حساب الفرد، لتتحدد علاقة الفرد بالمجتمع انطلاقا من نوعية البنية الإجتماعية التي يعيش فيها الأفراد، فإن كان مجتمعا يؤمن بالحرية الفردية والديمقراطية فإن الأولوية ستكون فيه للفرد كغاية ينشد خدمتها كل اجتماع. أما إذا أخدنا مجتمعات فاشية مثلا، فإننا نجد بأن المعايير والمثل الإجتماعية يصبح لها السبق على الميولات الفردية، ليصبح الفرد وسيلة في خدمة هذه المثل. لكن النقطة المشتركة بين هتين العلاقتين والثابتة هي ضرورة حضور السلطة التي يعتبر قيامها ضروريا في كل مجتمع، غير أن وظيفتها تختلف من بنية اجتماعية إلى أخرى حسب موقع الأفراد فيها. وبذلك تصبح الأولوية للتساؤل حول وظيفة السلطة، هل هي لخدمة الحرية الفردية؟ أم لإخضاع الأفراد للمثل الإجتماعية السائدة؟
ملحوظة: في مستوى التحليل أنا أمام خيارين إما أن أوظف المنطق الحجاجي الذي وظفه صاحب النص داخل إنشائي، (كما فعلت في هذا الإنشاء) وهي أحسن طريقة، أو أتركه لكتابته في فقرة بعد إنهاء الحجج كأن أقول مثلا: وظف صاحب النص في دفاعه عن أطروحته منطقا حجاجيا جداليا، استعان فيه بأسلوب كذ وكذ...الخ، وهذا ما يسمى بالنقد الداخلي.[
هذا النمودج من الإنشاء خاص بنص، وسوف نزودكم إنشاء الله بإنشاء خاص بالسؤال
اكتساب منهجية الإنشاء لاتقتصر فقط على حفظ هذا الإنشاء أو ذاك بل بالتدريب والمحاولة والخطأ، والتعامل مع الموضوع بأرياحية أستمتع خلالها بالكتابة/color]
والأسئلة والنقاش دائما مفتوحين حول الإنشاء الفلسفي وكذلك الإنتقادات، بالتوفيق إنشاء الله، وإلى اللقاء في إنشاء آخر، يتبع....
عبد الصمد أفقير- عدد المساهمات : 18
نقاط : 44
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
مواضيع مماثلة
» كلمة شكر: بقلم: عبد الصمد أفقير
» قصص الانبياء - إلياس عليه السلام
» الشباب المغربي إلى أين - بقلم محمد البويسفي
» ظاهرة الغش في الامتحانات بقلم: الأستاذ محمد البويسفي
» الثورة التونسية: دروس وعبر بقلم محمد البويسفي
» قصص الانبياء - إلياس عليه السلام
» الشباب المغربي إلى أين - بقلم محمد البويسفي
» ظاهرة الغش في الامتحانات بقلم: الأستاذ محمد البويسفي
» الثورة التونسية: دروس وعبر بقلم محمد البويسفي
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: تطوير الذات وسبل النجاح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى