منهجية الإنشاء الفلسفي
2 مشترك
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: تطوير الذات وسبل النجاح
صفحة 1 من اصل 1
منهجية الإنشاء الفلسفي
الثانوية التأهيلية
سكني
إعداد الأستاذ:
عبد الصمد أفقير
منهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية
خطوات توجيهية لكيفية الاشتغال على النص والسؤال الإشكالي
أولا: ما المقصود بالإنشاء الفلسفي؟
هو عبارة عن مقال منظم نستعمله كإجابة عن موضوع محدد باحترام الشروط والمبادئ الضرورية التي يؤدي الإخلال بها إلى عدم استقامة الموضوع وجودته. لكن ما المطلوب مني في الإنشاء الفلسفي؟ وما الهدف المتوخى منه؟
ثانيا: ما المطلوب مني في الإنشاء الفلسفي؟
1. المطلوب مني أن أفكر في الموضوع المقترح تفكيرا شخصيا، فمن غير المطلوب أن أفكر في الدروس تفكيرا آليا. أكيد أن الموضوع الفلسفي يحيل على مجزوءة معينة وعلى مفاهيم ومحاور محددة. لكنه ليس تكرارا للملخص وحفظه ونقله كما هو واختزاله في مسألة درس معين، إن الإنشاء الفلسفي بناء شخصي.
2. المطلوب مني أن أبلور تفكيرا منهجيا ومنظما، فالتفكير الشخصي ليس نفكيرا تلقائيا عفويا إنه تفكير منظم يقوم على قواعد ثلاثية معرفة هي: المقدمة- العرض- الخاتمة. فالمقدمة تبرز المشكلة التي يطرحها الموضوع. أما العرض فيحلل ذلك الموضوع على أساس الاجابة عن مشكلته، في حين أن الخاتمة تقدم لنا حصيلة التفكير في المشكلة التي يطرحها الموضوع.
3. مطلوب مني أن أقوم بتحليل تتوفر فيه مجموعة من الشروط الأولية منها:
• أن يكون الخط مقروءا
• أن يكون تقسيم الإنشاء الفلسفي موزعا بشكل متوازن ومنسجم بين أطرافه الثلاثة(مقدمة- عرض- خاتمة)، أي ألا يتضخم طرف على طرف آخر
فمثلا يلزم أن تأخذ المقدمة حجمها الحقيقي. وذلك بتجنب الإكثار من التساؤلات المصطنعة( أسئلة مأخوذة من الملخصات)، فمن الضروري صياغة الأسئلة وفق الإشكال الذي يتضمنه الموضوع، بتعبير آخر صياغة أسئلة مستوحاة من هذا الموضوع.
أما بالنسبة للعرض فيلزم أن يعالج الإشكال المطروح من خلال استخراج الأطروحة التي تعتبر بمثابة إجابة عن ذلك الإشكال و أيضا إبراز الحجج الداعمة لها. وعليه لا ينبغي أن يكون العرض سردا تاريخيا لمواقف الفلاسفة بالعودة إلى الملخص المحفوظ في الذاكرة، إذا فالمطلوب مني في العرض أن وبشكل واضح هو الإجابة عن المشكلة التي يطرحها الموضوع.
أما الخاتمة فهي لحظة حاسمة في الكتابة الفلسفية، فهي خلاصة مركزة أعلن فيها عن نهاية التحليل. فهي ليست مجرد بضعة أسطر يتم تسجيله بعجالة في بضعة ثواني على شكل إبداء رأي مزيف ( أما أنا فرأيي.....)، والإستهانة بالخاتمة قد يعصف بالجهد المبذول في التحليل بأكمله وبالتالي لابد من أن تكون مصبا تلتقي فيه جميع خيوط التحليل ووعاء ترتكز فيه كل القضايا على شكل خلاصات.
• إلى حدود هذا السطر تكلمنا فقط عن بعض التوجيهات التي يجب أن يتخذها مضمون الكتابة الفلسفية. لكي تصبح الكتابة منظمة تبرز المجهود العقلي والممنهج. لكن يجب إن ينعكس ذلك بوضوح على مستوى شكل الكتابة الإنشائية الفلسفية. فالمقدمة يجب أن تظهر بوضوح وألا نخلطها بالعرض( يجب ترك مربعين أو ثلاثة على هامش الورقة لكتابة بداية السطر الأول من المقدمة وكذلك الأمر بالنسبة للعرض والخاتمة) والعرض يجب أن يتألف من فقرات واضحة باستعمال النقط والفواصل( أن يكون الفصل بين الفقرات بالعودة إلى السطر). أما الخاتمة فيلزم إن تكون واضحة وبارزة عن العرض باعتبارها تتويجا للمجهود الفكري الشخصي وتجميعا لشتات التحليل والمناقشة.
ثالثا : ما الهدف المتوخى؟
إن الموضوعات المطروحة في الإختبارات يتم اختيارها بعناية، بحيث أنها تلامس قضية فلسفية عالجها مجموعة من الفلاسفة ومن ثم فهي تستدعي التفكير في المفاهيم التي يعالجها المقرر. لذا فالهدف المتوخى من التحليل هو بيان قدرة التلميذ على فهم ما تثيره تلك المسألة المطروحة من خلال ربطها بأجزاء المقرر التي تتضمن طرق معالجتها. وبناء على مناقشة منهجية وبالاستناد إلى المعارف المكتسبة أثناء السنة الدراسية. إلا أن العودة إلى المعارف المكتسبة ليس الغرض منها استعراض مخزون الذاكرة ، بل الغرض منها هو تحريكها قصد مناقشة المشكلة المطروحة ومحاولة تقديم إجابة منظمة ومتماسكة.
هناك ثلاثة صيغ أساسية، يأتي فيها الاختبار النهائي علي أن ألتزم باختيار واحد منها:
1. النص ( مرفق بسؤال حلل وناقش )
2. السؤال الإشكالي
3. القولة المرفقة بسؤال ( سؤال حلل وناقش، أو حلل القول وأبرز حدوده )
بالرغم من الاختلافات الموجودة بين هذه الصيغ على مستوى الشكل فإنها تتكامل في الأخير لتعبر عن مواقف فلسفية محددة.
تشترك جميع هذه الصيغ في في خضوعها لنفس المبادئ وخطوات الكتابة الفلسفية مع وجود بعض التغيرات، والتي تعود بالأساس إلى شكل كل صيغة على حدة . وبالتالي تقوم الكتابة الفلسفية على مجموعة من المبادئ المنهجية هي :
1. مستوى الفهم: وهو مستوى يتم فيه القيام بعمليتين أساسيتين:
أ- تمهيد الموضوع: هو مدخل لايستقيم إلا بعد القيام بما يلي:
• فهم الموضوع جيدا. أي تحديد المفهوم الذي يتحدث عنه
• تحديد مجال انتمائه
ب-صياغة الإشكالية الفلسفية: هي التعبير عن المضامين والأفكار في شكل تساؤل، أي مجموعة من الأسئلة المنظمة والمتماسكة والتي يتم فيها الحرص على التدرج من السؤال العام الى الأسئلة الفرعية.
2. مستوى التحليل: يتضمن التحليل في كل الصيغ العناصر التالية:
• شرح المفاهيم المعرفية المكونة لها.
• إبراز الموقف أو المواقف المؤكدة.
• إبراز حجج الموقف، أو افتراض ما يبرره كما هو الأمر في السؤال والقولة.
3. مستوى المناقشة: عملية حوارية بين الأطروحة المنطلق منها وأطروحات أخرى. الغرض منها إبراز قيمتها وحدودها.
4. مستوى التركيب: ( الخاتمة) هو لحظة يتم فيها القيام بما يلي:
• تلخيص واختزال المضامين التي تم التطرق لها في التحليل والمناقشة
• إبداء الرأي الشخصي في الأطروحة المحللة لكن شريطة الإستدلال على ذلك، أي تقديم أدلة وحجج مقنعة.( أثناء إبداء الرأي يستحسن عدم استعمال العبارات الآتية: في نظري- في رأيي- في اعتقادي- هذا الرأي صحيح أو خاطئ- لقد أصاب الفيلسوف- لقد أخطا الفيلسوف. ويجب تجنب استعمال ضمير الأنا.
• يستحسن أن تكون الخاتمة بداية لنهاية جديدة، بمعنى آخر اختتام الموضوع بسؤال مفتوح على مشكلة جديدة، تماشيا مع مبدأ التفكير الفلسفي باعتباره تفكير تساؤلي يبحث بشكل مستمر عن المعرفة.
بطاقة توجيهية لكيفية الاشتغال على نص فلسفي مرفق بسؤال حلل وناقش
لتحليل ومناقشة نص لابد من الحرص على إتباع الخطوات التالية:
1. مطلب الفهم: أقوم فيه بعمليتين أساسيتين هما:
أ- تمهيد للنص (تأطير مناسب للنص): وذلك من خلال تأطير المفهوم المعالج في النص وارتباطاته بمواضيع أخرى
ب- صياغة الإشكالية الفلسفية للنص: ويتجلى ذلك فيما يلي:
• تحديد المجال الإشكالي الذي ينتمي إليه النص
• التعبير عن إشكال النص من خلال أسئلة منظمة ومتماسكة( إشكالية النص )، تعكس تعدد التصورات وتضارب وجهات النظر.
2. مطلب التحليل: أتطرق خلال هذا المطلب إلى عدة نقاط مرتبطة بالنص:
• شرح المفاهيم الرئيسة للنص، وتوضيح العلاقة بينها، بهدف تبليغ مضمونه. (أثناء هذه العملية أقوم بفهم النص من خلال استخلاص مفاهيمه وتعريفها في فقرة منظمة ).
• استخراج أطروحة النص والتعبير عنها بشكل واضح( استنباطها من المفاهيم المستخلصة)
• استخراج وتوضيح التقنية الحجاجية التي اعتمدها النص لتوضيح أطروحته. ( هل اعتمد على الاستدلال البرهاني أم الاستدلال بالمقارنة أم الاستدلال بالنفي أم الإستدلال بالتمثيل؟ لكن مع توضيح هذه الآليات الحجاجية)
3. مطلب المناقشة: ينقسم هذا المطلب الى لحظتين أساسيتين:
أ- القيمة الفلسفية للأطروحة: بيان السياق النظري الذي تتحرك داخله الأطروحة
• استدعاء أطروحات تسير في نفس الرأي الذي تسير فيه أطروحة النص
• الوقوف على القضايا التي يفكر فيها مضمون النص ( وكأنني أقوم بإحراج لأطروحة النص )
ب- حدود أطروحة النص: ( النقد الخارجي لأطروحة النص )
• استدعاء مواقف أخرى قصد توضيح حدود اطروحة النص( هذه الأطروحات هي أطروحات معارضة لأطروحة النص)
4 .مطلب التركيب:
• تلخيص مضامين الأطروحات التي تم التطرق إليها في التحليل والمناقشة.
• إبداء الرأي الشخصي في أطروحة النص، لكن شريطة الاستدلال على ذلك( تجنب استعمال ضمير المتكلم أنا)
• من المستحسن اختتام الموضوع بسؤال يكشف عن إشكال جديد، فبهذه الطريقة تصبح الكتابة الإنشائية كتابة فلسفية بامتياز.
5.الجانب الشكلي:
• الكتابة بلغة واضحة ومقروءة.
بطاقة توجيهية لكيفية الإشتغال على سؤال إشكالي:
1. ما المقصود بالسؤال الإشكالي؟
• السؤال الإشكالي اختيار من ضمن الإختيارات الموجودة في الإختبار النهائي.
• السؤال الإشكالي تساؤل فلسفي يتضمن قضية فلسفية بها مفارقة تحيل على موقفين فلسفيين أو علميين مختلفين على الأقل.
• لمعالجة السؤال الإشكالي ينبغي تتبع الخطوات التالية:
2. مطلب الفهم:
• تحديد المفهوم الذي يتضمنه السؤال.
• تحديد الإشكال الذي ينتمي إليه المفهوم
• إعادة صياغة السؤال الإشكالي إلى إشكاليات أي اعتباره السؤال الأصل ثم محاولة صياغة أسئلة جزئية انطلاقا منه
3. مطلب التحليل: يتضمن هذا المطلب العمليات التالية:
• شرح المفاهيم والمفردات الواردة في السؤال وتوضيح العلاقة بينها.
• تحديد الأطروحة التي يحيل عليها السؤال مع شرحها. ( يستحسن عدم ذكر أصحابه حتى وإن كانت تتشابه مع مواقف سبق ذكرها في الدرس)
• تقديم الحجج والأدلة المفترضة في الأطروحة التي يحيل عليها السؤال والتي سبق تحديدها في الدرس
• بعد الإنتهاء من التحليل يستحسن طرح تساؤل فلسفي يكشف عن أطروحة خلل السؤال الإشكالي، وذلك بهدف الإنتقال إلى مرحلة المناقشة؟
4. مطلب المناقشة: أقوم فيه بما يلي:
• استدعاء مواقف أخرى قصد توضيح حدود الأطروحة أو الأطروحات التي يحيل عليها السؤال
5. مطلب التركيب:
• تلخيص مضامين الأطروحات التي تم التطرق لها في لحظات التحليل والمناقشة
• إبداء الرأي الشخصي في الموضوع مع تبرير ذلك بحجج مقنعة.
• اختتام الموضوع بسؤال يكشف عن إشكال جديد.
6. المستوى الشكلي:
الكتابة بلغة واضحة ومقروءة.
ملحوظة: بالنسبة للمقدمة، يعتبر تأطيرها بمجزوءة كذا، مفهوم كذا....الخ يعتبر السقف الأدنى الذي يمكن للتلميذ أن يقدمه، فعليه أن يتبع نمادج تعبر عن حضور لغته وإبداعه دون الخروج عن إشكالية الموضوع
بالنسبة للخاتمة إن كان التلميذ غير قادر على إبداء رأيه الشخصي فعليه أن يحاول تركيب ما تطرق إليه في استنتاج يعكس ما فهمه التلميذ، وفي نفس الوقت تحضر فيها لمسته وإبداعه، مع سؤال يفتحه على إشكالية أخرى.
ونعد التلاميذ بنمادج من الإنشاء الفلسفي، لكن ليس قبل اختبار قدرتهم على ذلك، من خلال نقاشات مفتوحة على هذا الموقع
عبد الصمد أفقير- عدد المساهمات : 18
نقاط : 44
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
السلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أود أن أشكركم على هذه المبادرة الطيبة التي أتاحت لنا فرصة أخرى لاكتساب منهج الإنشاء الفلسفي.
فاطمة الزهراءالنعماني- عدد المساهمات : 5
نقاط : 15
تاريخ التسجيل : 21/01/2011
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: تطوير الذات وسبل النجاح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى