مواضيع تخص علاقة الجن بالإنس
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: أنشطة مادة التربية الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
مواضيع تخص علاقة الجن بالإنس
الجن والشياطين
جزاكم الله خيرا
ً عبد المجيد محمد له هذا السؤال يقول:
ما الفرق بين الجن والشياطين؟
وهل هم من فصيلة واحدة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الشياطين يكونون من الجن والإنس، كما قال الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً).
بل يكون الشيطان من غير العقلاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكلب الأسود شيطان).
وأما الجن فإنه من ذرية إبليس، كما قال الله تعالى:
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
***
هذه رسالة وردتنا من أحد السادة المستمعين يقول
: أخوكم في الله ريكان غيلان الضامن من الجمهورية العراقية يقول:
نحن نعرف أن إبليس هو أبو الشياطين،
فكيف تتكاثر الشياطين وكيف تتناقص؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
نقول لا شك أن إبليس هو أبو الجن؛ لقوله تعالى: (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ).
وقوله عن إبليس وهو يخاطب رب العزة سبحانه وتعالى: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).
وقوله تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو).
فهذه الأمور أدلتها واضحة أن الشيطان له ذرية، وأن الجن ذريته، ولكن كيف يكون ذلك؟ هذا ما لا علم لنا به،
وهو من الأمور التي لا يضر الجهل بها، ولا ينفع العلم بها. والله أعلم.
***
السائل أنور محمد إبراهيم من العراق محافظة ذي قار يقول
: كيف هي حقيقة حياة الجن؟
وهل بينهم تزاوج شرعي؟
وهل هم يعيشون ويموتون مثلنا نحن الإنس؟
وهل لهم تأثير على الإنس؟
فأجاب رحمه الله تعالى: حقيقة حياة الجن الله أعلم بها
، ولكننا نعلم أن الجن أجسام لها حقيقة، وأنهم خلقوا من النار، وأنهم يأكلون ويشربون ويتزاوجون أيضاً، ولهم ذرية،
كما قال الله تعالى في الشيطان:
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ).
وأنهم مكلفون بالعبادات، فقد أرسل إليهم النبي عليه الصلاة والسلام، وحضروا واستمعوا القرآن،
كما قال الله تعالى:
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً).
وكما قال تعالى:
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)
إلى آخر الآيات. وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال للجن الذين وفدوا إليه وسألوه الزاد، قال:
(لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه، تجدونه أوفر ما يكون لحماً).
وهم- يعني: الجن- يشاركون الإنسان إذا أكل ولم يذكر اسم الله على أكله،
ولهذا كانت التسمية على الأكل واجبة، وكذلك على الشرب، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وعليه.
فإن الجن حقيقة واقعة، وإنكارهم تكذيب للقرآن، وكفر بالله عز وجل، وهم يؤمَرون وينهون،
ويدخل كافرهم النار،
كما قال الله تعالى:
(قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنَ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا).
ومؤمنهم يدخل الجنة أيضاً
لقوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
والخطاب للجن والإنس،
ولقوله تعالى:
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا).
إلى غير ذلك من الآيات والنصوص الدالة على أنهم مكلفون، يدخلون الجنة إذا آمنوا، ويدخلون النار إذا لم يؤمنوا.
فضيلة الشيخ: تأثيرهم على الإنس.
فأجاب رحمه الله تعالى:
أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضاً
، فإنهم يؤثرون على الإنس: إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم،
وإما أن يؤثروا عليه بالإيحاش والترويع وما أشبه ذلك.
فضيلة الشيخ: كيف العلاج من تأثيرهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى: العلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية
، مثل: قراءة آية الكرسي، فإن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ،
ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
***
بارك الله فيكم ، المستمعة هناء محمد تقول
: سمعت بأنه يوجد جن صالحون وجن شياطين، هل يظهرون للإنسان؟
وكيف نتجنب ظهورهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
لا شك أن الجن كالإنس فيهم الصالحون
، فيهم المسلمون، فيهم الكافرون، فيهم الأولياء الذين آمنوا بالله وكانوا يتقون.
ذكر الله تبارك وتعالى في سورة الجن عن الجن أنهم قالوا:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ).
وقالوا أيضاً:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
وفيهم- أي: في الجن- من يحب الصالحين من الإنس، وربما يخاطبهم وينتفع بهم بالنصيحة والتعليم،
وفيهم- أي: في الجن- فساق وكفار يحبون الفاسقين والكافرين ويبغضون المؤمنين وأهل الاستقامة،
وفي الجن من يحب العدوان على الإنس والأذية،
وهم في الأصل عالم غيبي لا يظهرون للإنس، لكن ربما يظهرون أحياناً
ويراهم الإنس وربما يتشكلون بأشكال مؤذية مزعجة لأجل أن يروعوا الإنس،
ولكن الإنسان إذا تحصن بالأوراد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفاه الله شرهم،
ومن ذلك قراءة آية الكرسي، وهي قوله تعالى:
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
فإن هذه الآية العظيمة من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ،
ولا يقربه شيطان حتى يصبح، ولكن لابد أن يكون القارئ مؤمناً بها، مؤمناً بأثرها،
مؤمناً بأن الله تعالى يحفظه بها من كل شيطان، أما من قرأها وهو غافل،
أو من قرأها مجرباً غير موقن بأثرها فإنه لا ينتفع بها.
***
هل الجن قد أسلموا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وآمنوا بالرسل من قبل؟
وأيضاً هل مفروض عليهم الحج؟
وإن كان كذلك فأين يحجون؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
الجواب على ذلك أن الجن مكلفون بلا شك، مكلفون بطاعة الله سبحانه وتعالى،
وأن منهم المسلم والكافر، ومنهم الصالح ومنهم دون ذلك، كما ذكر الله تعالى في سورة الجن عنهم حيث قالوا:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً).
وقالوا:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
وقد صرف الله نفراً من الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعوا القرآن وآمنوا به،
وذهبوا دعاة إلى قومهم، كما قال الله تعالى:
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)
وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
وهذا يدل على أن الجن كانوا يؤمنون بالرسل السابقين، وأنهم يعلمون كتبهم؛
لقولهم:
(إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ).
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكرم الوفد، وفد الجن الذين وفدوا إليه بأن قال لهم:
(لكم كل عظم يذكر اسم الله عليه، تجدونه أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة فهي علف لدوابكم )
.ولهذا
(نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستجمار بالعظام، وعن الاستجمار بالروث،
وقال:
إن العظام زاد إخوانكم من الجن) .
فضيلة الشيخ: يقول:
هل مفروض عليهم الحج؟
وإن كان كذلك فأين يحجون؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
الظاهر أنهم مكلفون بما يكلف به الإنس من العبادات، ولاسيما أصولها كالأركان الخمسة،
وحجهم يكون كحج الإنس زمناً ومكاناً، وإن كانوا قد يختلفون عن الإنس في جنس العبادات التي لا تناسب حالهم،
فتكون مختلفة عن التكليف الذي يكلف به الإنس.
***
بارك الله فيكم هذه الرسالة من السائلة الزهراء ع. م. ن. من البيضاء من الجماهيرية العربية الليبية تقول:
هل للجن تأثيرٌ حقيقة على الإنسان؟
كما نسمع من تسلط بعض ذكور الجن على إناث الإنس، وتسلط بعض إناث الجن على رجال من الإنس؟
وكيف التخلص من هذا إن كان هذا وارداً؟ وبأي الطرق يمكن معالجة من به مثل هذه الحالة،
دون الرجوع إلى وسائل محرمة ومخالفة للتوحيد؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
نعم لاشك أن الجن لهم تأثير على الإنس، بالأذية التي قد تصل إلى القتل، وربما يؤذونه برمي الحجارة، وربما يؤذونه بالإيحاش،
أي: يروعونه، إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بها السنة ودل عليها الواقع.
وقد ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام أذن لبعض أصحابه أن يذهب إلى أهله في إحدى الغزوات- وأظنها غزوة الخندق-
وكان شاباً حديث عهد بعرس، فلما وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب، فأنكر عليها ذلك فقالت له:
ادخل، فدخل فإذا حية ملتوية على الفراش،
فكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت،
وفي الحال وفي الزمن أو في اللحظة التي ماتت فيها الحية مات الرجل،
فلا يدرى أيهما أسبق موتاً: الحية أم الرجل؟
فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
(نهى عن قتل الجان التي تكون في البيوت، إلا الأبتر وذا الطفيتين).
وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس، وأنهم يؤذونهم. كما أن الواقع شاهد بذلك،
فإنه قد تواترت الأخبار واستفاضت الأخبار بأن الإنسان قد يأتي إلى خربة فينال الحجارة،
وهو لا يرى أحداً من الإنس في الخربة، وقد يسمع أصواتاً،
وقد يسمع حفيفاً كحفيف الأشجار، وما أشبه ذلك مما يستوحش به ويتأذى به.
وكذلك أيضاً قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي: إما لعشق، أو لقصد الإيذاء، أو لسبب آخر من الأسباب.
ويشير إلى هذا قوله تعالى:
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).
وفي هذا النوع قد يتحدث الجني من باطن نفس الإنسي ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن،
وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار وانتشرت بين الناس.
وعلى هذا فإن الوقاية المانعة من شره- من شر الجن- أن يستعيذ الإنسان،
أو أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم، مثل:
آية الكرسي، فإنها آية إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ،
ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
***
يقول السائل:
من المعلوم أن من الجن من هم صالحون،
كما يثبت ذلك ويؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ).
فهل يجوز الاستعانة بهم في الأشياء التي هي فوق طاقة الإنسان وقدرته؟
أم أن ذلك يؤثر على عقيدة المسلم وتوحيده؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
لاشك أن الجن كما ذكر السائل وعلى ما استدل به من أن فيهم الصالح وفيهم دون ذلك،
كما في الآية الكريمة التي ذكرها السائل، وفيهم أيضاً المسلم والكافر، كما قال تعالى:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
ومن المعلوم أن الصالح منهم لا يرضى بالفسق ولا يعين عليه،
وكذلك المسلم لا يرضى بالكفر ولا يعين عليه، ولهذا قال الله تعالى:
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ).
فكافرهم يدخل النار، كما تفيده هذه الآية والآية التي في سورة الجن:
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
ومؤمنهم يدخل الجنة على القول الراجح من أقوال أهل العلم؛ لقوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
فأخبر أن لمن خاف مقام ربه جنتين، وخاطب بذلك الجن والإنس في قوله:
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
وقد سمى النبي عليه الصلاة والسلام المؤمنين منهم إخوة لنا، حين نهى عن الاستنجاء بالعظام وقال:
(إنها طعام إخوانكم أو زاد إخوانكم)
يعني: من الجن. وأما الاستعانة بهم: فإني أحيل السائل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي
جمع ابن القاسم صفحة ثلاثمائة وسبع مجلد أحد عشر،
وما ذكره رحمه الله في كتابه النبوات صفحة مائتين وستين إلى مائتين وسبع وستين، ففيه كفاية.
***
أسمع دائماً من الناس
أن الجن يتصورون في صورة طيور وقطط وأغنام،
وأنا أنكر ذلك ولم أصدق به؛ لأن الجن مخلوق مثلنا،
ولن يستطيع تغيير الخلق إلا الله سبحانه وتعالى.
فهل هذا صحيح أم لا؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
هذا الذي ذكرته أمرٌ مشهور بين الناس أن الجن قد يتشكلون بشكل شيء مشاهد ومرئي،
وربما يشهد له الحديث الثابت في الصحيح أن رجلاً شاباً من الأنصار كان حديث عهدٍ بعرس،
فجاء ذات يومٍ أو ليلة فوجد أهله على الباب، فسألهم: ما هو السبب؟
فذكرت له ما في الفراش، فذهب إلى فراشه فوجد فيه حيةً،
فأخذ رمحاً فطعنها فماتت هذه الحية، ثم مات الرجل فوراً،
فلا يدرى أيهما أسرع موتاً: الرجل أم الحية؟ ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت،
إلا الأبتر وذا الطفيتين. وهذا يدل على أن هذا كان جناً، وأنه وقد تصور بصورة الحية،
والحكايات في ذلك كثيرةٌ ومشهورة، ولكن هذا الحديث الصحيح قد يشهد لصحتها.
وكما أنه يتصور الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأشكالٍ ليست على هيئتهم التي خلقوا عليها،
فإن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً بصورة دحية الكلبي،
وجاء إليه مرة بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر،
لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحدٌ من الصحابة،
وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه جلسة المتأدب،
ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الأسئلة المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان،
والساعة وأشراطها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
ومن المعلوم أن قدرتهم على التشكل بهذا الشكل إنما هي من الله سبحانه وتعالى،
فهو الذي أقدرهم على ذلك، فلا يبعد أن يكون الجن هكذا يستطيعون أن يتصوروا أو يتشكلوا للناس بأشكالٍ متعددة،
هذا الذي ظهر لي في هذه المسألة.
المصدر:http://www.bnitamem.com/vb/showthread.php?t=50625
جزاكم الله خيرا
ً عبد المجيد محمد له هذا السؤال يقول:
ما الفرق بين الجن والشياطين؟
وهل هم من فصيلة واحدة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الشياطين يكونون من الجن والإنس، كما قال الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً).
بل يكون الشيطان من غير العقلاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكلب الأسود شيطان).
وأما الجن فإنه من ذرية إبليس، كما قال الله تعالى:
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
***
هذه رسالة وردتنا من أحد السادة المستمعين يقول
: أخوكم في الله ريكان غيلان الضامن من الجمهورية العراقية يقول:
نحن نعرف أن إبليس هو أبو الشياطين،
فكيف تتكاثر الشياطين وكيف تتناقص؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
نقول لا شك أن إبليس هو أبو الجن؛ لقوله تعالى: (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ).
وقوله عن إبليس وهو يخاطب رب العزة سبحانه وتعالى: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ).
وقوله تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو).
فهذه الأمور أدلتها واضحة أن الشيطان له ذرية، وأن الجن ذريته، ولكن كيف يكون ذلك؟ هذا ما لا علم لنا به،
وهو من الأمور التي لا يضر الجهل بها، ولا ينفع العلم بها. والله أعلم.
***
السائل أنور محمد إبراهيم من العراق محافظة ذي قار يقول
: كيف هي حقيقة حياة الجن؟
وهل بينهم تزاوج شرعي؟
وهل هم يعيشون ويموتون مثلنا نحن الإنس؟
وهل لهم تأثير على الإنس؟
فأجاب رحمه الله تعالى: حقيقة حياة الجن الله أعلم بها
، ولكننا نعلم أن الجن أجسام لها حقيقة، وأنهم خلقوا من النار، وأنهم يأكلون ويشربون ويتزاوجون أيضاً، ولهم ذرية،
كما قال الله تعالى في الشيطان:
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ).
وأنهم مكلفون بالعبادات، فقد أرسل إليهم النبي عليه الصلاة والسلام، وحضروا واستمعوا القرآن،
كما قال الله تعالى:
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً).
وكما قال تعالى:
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)
إلى آخر الآيات. وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال للجن الذين وفدوا إليه وسألوه الزاد، قال:
(لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه، تجدونه أوفر ما يكون لحماً).
وهم- يعني: الجن- يشاركون الإنسان إذا أكل ولم يذكر اسم الله على أكله،
ولهذا كانت التسمية على الأكل واجبة، وكذلك على الشرب، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وعليه.
فإن الجن حقيقة واقعة، وإنكارهم تكذيب للقرآن، وكفر بالله عز وجل، وهم يؤمَرون وينهون،
ويدخل كافرهم النار،
كما قال الله تعالى:
(قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنَ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا).
ومؤمنهم يدخل الجنة أيضاً
لقوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
والخطاب للجن والإنس،
ولقوله تعالى:
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا).
إلى غير ذلك من الآيات والنصوص الدالة على أنهم مكلفون، يدخلون الجنة إذا آمنوا، ويدخلون النار إذا لم يؤمنوا.
فضيلة الشيخ: تأثيرهم على الإنس.
فأجاب رحمه الله تعالى:
أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضاً
، فإنهم يؤثرون على الإنس: إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم،
وإما أن يؤثروا عليه بالإيحاش والترويع وما أشبه ذلك.
فضيلة الشيخ: كيف العلاج من تأثيرهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى: العلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية
، مثل: قراءة آية الكرسي، فإن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ،
ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
***
بارك الله فيكم ، المستمعة هناء محمد تقول
: سمعت بأنه يوجد جن صالحون وجن شياطين، هل يظهرون للإنسان؟
وكيف نتجنب ظهورهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
لا شك أن الجن كالإنس فيهم الصالحون
، فيهم المسلمون، فيهم الكافرون، فيهم الأولياء الذين آمنوا بالله وكانوا يتقون.
ذكر الله تبارك وتعالى في سورة الجن عن الجن أنهم قالوا:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ).
وقالوا أيضاً:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
وفيهم- أي: في الجن- من يحب الصالحين من الإنس، وربما يخاطبهم وينتفع بهم بالنصيحة والتعليم،
وفيهم- أي: في الجن- فساق وكفار يحبون الفاسقين والكافرين ويبغضون المؤمنين وأهل الاستقامة،
وفي الجن من يحب العدوان على الإنس والأذية،
وهم في الأصل عالم غيبي لا يظهرون للإنس، لكن ربما يظهرون أحياناً
ويراهم الإنس وربما يتشكلون بأشكال مؤذية مزعجة لأجل أن يروعوا الإنس،
ولكن الإنسان إذا تحصن بالأوراد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفاه الله شرهم،
ومن ذلك قراءة آية الكرسي، وهي قوله تعالى:
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
فإن هذه الآية العظيمة من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ،
ولا يقربه شيطان حتى يصبح، ولكن لابد أن يكون القارئ مؤمناً بها، مؤمناً بأثرها،
مؤمناً بأن الله تعالى يحفظه بها من كل شيطان، أما من قرأها وهو غافل،
أو من قرأها مجرباً غير موقن بأثرها فإنه لا ينتفع بها.
***
هل الجن قد أسلموا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وآمنوا بالرسل من قبل؟
وأيضاً هل مفروض عليهم الحج؟
وإن كان كذلك فأين يحجون؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
الجواب على ذلك أن الجن مكلفون بلا شك، مكلفون بطاعة الله سبحانه وتعالى،
وأن منهم المسلم والكافر، ومنهم الصالح ومنهم دون ذلك، كما ذكر الله تعالى في سورة الجن عنهم حيث قالوا:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً).
وقالوا:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
وقد صرف الله نفراً من الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعوا القرآن وآمنوا به،
وذهبوا دعاة إلى قومهم، كما قال الله تعالى:
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29)
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)
وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
وهذا يدل على أن الجن كانوا يؤمنون بالرسل السابقين، وأنهم يعلمون كتبهم؛
لقولهم:
(إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ).
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكرم الوفد، وفد الجن الذين وفدوا إليه بأن قال لهم:
(لكم كل عظم يذكر اسم الله عليه، تجدونه أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة فهي علف لدوابكم )
.ولهذا
(نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستجمار بالعظام، وعن الاستجمار بالروث،
وقال:
إن العظام زاد إخوانكم من الجن) .
فضيلة الشيخ: يقول:
هل مفروض عليهم الحج؟
وإن كان كذلك فأين يحجون؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
الظاهر أنهم مكلفون بما يكلف به الإنس من العبادات، ولاسيما أصولها كالأركان الخمسة،
وحجهم يكون كحج الإنس زمناً ومكاناً، وإن كانوا قد يختلفون عن الإنس في جنس العبادات التي لا تناسب حالهم،
فتكون مختلفة عن التكليف الذي يكلف به الإنس.
***
بارك الله فيكم هذه الرسالة من السائلة الزهراء ع. م. ن. من البيضاء من الجماهيرية العربية الليبية تقول:
هل للجن تأثيرٌ حقيقة على الإنسان؟
كما نسمع من تسلط بعض ذكور الجن على إناث الإنس، وتسلط بعض إناث الجن على رجال من الإنس؟
وكيف التخلص من هذا إن كان هذا وارداً؟ وبأي الطرق يمكن معالجة من به مثل هذه الحالة،
دون الرجوع إلى وسائل محرمة ومخالفة للتوحيد؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
نعم لاشك أن الجن لهم تأثير على الإنس، بالأذية التي قد تصل إلى القتل، وربما يؤذونه برمي الحجارة، وربما يؤذونه بالإيحاش،
أي: يروعونه، إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بها السنة ودل عليها الواقع.
وقد ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام أذن لبعض أصحابه أن يذهب إلى أهله في إحدى الغزوات- وأظنها غزوة الخندق-
وكان شاباً حديث عهد بعرس، فلما وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب، فأنكر عليها ذلك فقالت له:
ادخل، فدخل فإذا حية ملتوية على الفراش،
فكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت،
وفي الحال وفي الزمن أو في اللحظة التي ماتت فيها الحية مات الرجل،
فلا يدرى أيهما أسبق موتاً: الحية أم الرجل؟
فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
(نهى عن قتل الجان التي تكون في البيوت، إلا الأبتر وذا الطفيتين).
وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس، وأنهم يؤذونهم. كما أن الواقع شاهد بذلك،
فإنه قد تواترت الأخبار واستفاضت الأخبار بأن الإنسان قد يأتي إلى خربة فينال الحجارة،
وهو لا يرى أحداً من الإنس في الخربة، وقد يسمع أصواتاً،
وقد يسمع حفيفاً كحفيف الأشجار، وما أشبه ذلك مما يستوحش به ويتأذى به.
وكذلك أيضاً قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي: إما لعشق، أو لقصد الإيذاء، أو لسبب آخر من الأسباب.
ويشير إلى هذا قوله تعالى:
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ).
وفي هذا النوع قد يتحدث الجني من باطن نفس الإنسي ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن،
وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار وانتشرت بين الناس.
وعلى هذا فإن الوقاية المانعة من شره- من شر الجن- أن يستعيذ الإنسان،
أو أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم، مثل:
آية الكرسي، فإنها آية إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ،
ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
***
يقول السائل:
من المعلوم أن من الجن من هم صالحون،
كما يثبت ذلك ويؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى:
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ).
فهل يجوز الاستعانة بهم في الأشياء التي هي فوق طاقة الإنسان وقدرته؟
أم أن ذلك يؤثر على عقيدة المسلم وتوحيده؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
لاشك أن الجن كما ذكر السائل وعلى ما استدل به من أن فيهم الصالح وفيهم دون ذلك،
كما في الآية الكريمة التي ذكرها السائل، وفيهم أيضاً المسلم والكافر، كما قال تعالى:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
ومن المعلوم أن الصالح منهم لا يرضى بالفسق ولا يعين عليه،
وكذلك المسلم لا يرضى بالكفر ولا يعين عليه، ولهذا قال الله تعالى:
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ).
فكافرهم يدخل النار، كما تفيده هذه الآية والآية التي في سورة الجن:
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً).
ومؤمنهم يدخل الجنة على القول الراجح من أقوال أهل العلم؛ لقوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
فأخبر أن لمن خاف مقام ربه جنتين، وخاطب بذلك الجن والإنس في قوله:
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
وقد سمى النبي عليه الصلاة والسلام المؤمنين منهم إخوة لنا، حين نهى عن الاستنجاء بالعظام وقال:
(إنها طعام إخوانكم أو زاد إخوانكم)
يعني: من الجن. وأما الاستعانة بهم: فإني أحيل السائل على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي
جمع ابن القاسم صفحة ثلاثمائة وسبع مجلد أحد عشر،
وما ذكره رحمه الله في كتابه النبوات صفحة مائتين وستين إلى مائتين وسبع وستين، ففيه كفاية.
***
أسمع دائماً من الناس
أن الجن يتصورون في صورة طيور وقطط وأغنام،
وأنا أنكر ذلك ولم أصدق به؛ لأن الجن مخلوق مثلنا،
ولن يستطيع تغيير الخلق إلا الله سبحانه وتعالى.
فهل هذا صحيح أم لا؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
هذا الذي ذكرته أمرٌ مشهور بين الناس أن الجن قد يتشكلون بشكل شيء مشاهد ومرئي،
وربما يشهد له الحديث الثابت في الصحيح أن رجلاً شاباً من الأنصار كان حديث عهدٍ بعرس،
فجاء ذات يومٍ أو ليلة فوجد أهله على الباب، فسألهم: ما هو السبب؟
فذكرت له ما في الفراش، فذهب إلى فراشه فوجد فيه حيةً،
فأخذ رمحاً فطعنها فماتت هذه الحية، ثم مات الرجل فوراً،
فلا يدرى أيهما أسرع موتاً: الرجل أم الحية؟ ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت،
إلا الأبتر وذا الطفيتين. وهذا يدل على أن هذا كان جناً، وأنه وقد تصور بصورة الحية،
والحكايات في ذلك كثيرةٌ ومشهورة، ولكن هذا الحديث الصحيح قد يشهد لصحتها.
وكما أنه يتصور الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأشكالٍ ليست على هيئتهم التي خلقوا عليها،
فإن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً بصورة دحية الكلبي،
وجاء إليه مرة بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر،
لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحدٌ من الصحابة،
وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه جلسة المتأدب،
ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الأسئلة المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان،
والساعة وأشراطها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
ومن المعلوم أن قدرتهم على التشكل بهذا الشكل إنما هي من الله سبحانه وتعالى،
فهو الذي أقدرهم على ذلك، فلا يبعد أن يكون الجن هكذا يستطيعون أن يتصوروا أو يتشكلوا للناس بأشكالٍ متعددة،
هذا الذي ظهر لي في هذه المسألة.
المصدر:http://www.bnitamem.com/vb/showthread.php?t=50625
رأي الشيخ بن جبرين رحمه الله وهو من علماء السعودية
تأثير الإنس على الجن
_____________________
سؤال: شخص يسأل عن تأثير الجن على الإنس، أو الإنس على الجن وعن تأثير عين الحاسد في المحسود ؟
الجواب: تأثير الجن على الإنس والإنس على الجن وتأثير عين الحاسد في المحسود كل ذلك واقع ومعروف، لكن ذلك كله بإذن الله -سبحانه وتعالى- الكوني القدري لا إذنه الشرعي، أما ما يتعلق بتأثير عين الحاسد في المحسود فهو ثابت فعلا وواقع في الناس، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: العين حق، ولو أن شيئًا سبق القدر سبقته العين وقال -صلى الله عليه وسلم- لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ والأحاديث في هذا كثيرة نسأل الله العافية والثبات على الحق، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .
http://ibn-jebreen.com/print.php?page=576
_____________________
سؤال: شخص يسأل عن تأثير الجن على الإنس، أو الإنس على الجن وعن تأثير عين الحاسد في المحسود ؟
الجواب: تأثير الجن على الإنس والإنس على الجن وتأثير عين الحاسد في المحسود كل ذلك واقع ومعروف، لكن ذلك كله بإذن الله -سبحانه وتعالى- الكوني القدري لا إذنه الشرعي، أما ما يتعلق بتأثير عين الحاسد في المحسود فهو ثابت فعلا وواقع في الناس، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: العين حق، ولو أن شيئًا سبق القدر سبقته العين وقال -صلى الله عليه وسلم- لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ والأحاديث في هذا كثيرة نسأل الله العافية والثبات على الحق، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .
http://ibn-jebreen.com/print.php?page=576
الشيخ الجندي يكشف أكذوبة ووهم قدرات الجن الزائفة: عقل الجن كطفل عنده ست سنوات
عالم الجن مليء بالغموض والأسرار ولا يعلم خباياه ألا الله سبحانه وتعالى ولحكمة يعلمها هو فقد جعله عالم مجهول غير مرئي ، ولكن القرآن والسنة كشفا عن بعض من الجوانب الخفية في هذا العالم، وفي هذا الاطار تحدث الشيخ خالد الجندي عن حقيقة الجن وأجاب عن أسئلة حيرت وشغلت بال الكثيرين خاصة تلك المتعلقة بالتلبس .
وكان الشيخ خالد الجندي قد فجر مفاجأة خلال برنامج "البيت بيتك" على القناة "الفضائية " المصرية ونفى أن يكون للجن قدرات خارقة لانهاية لها كما يعتقد الناس ، مشيرا إلى أن هذا وارد في القرآن ، لدرجة أن بعض العلماء كتب أن أعقل بني الجن كطفل لديه ستة أعوام سنوات والدليل أن الله لم يبعث منهم رسلاً لهم".
وبشيء من التفصيل أوضح الجندي مسألة السفاهة وكيف يؤمن الجن وهم بهذه العقلية وضرب مثالاً وقال:" نتخيل أن هناك مواطن بدوى في الصحراء وعالم في وكالة ناسا الفضائية الاثنين يملكون عقل والفارق بينهم في المستوى العلمي والفكري والمعرفي ".
وأوضح أن علم الجن ليس علم تراكمي لأنه مختلف عن علم بني البشر المعتمد على بناء العلم على العلم والدليل أن الجن في عهد سيدنا سليمان لم يتمكن من الوصول للمعلومة التي توصل إليها هدهد في حجم الكف، كما إن وفاة سيدنا سليمان ظلت خفية على الجن فترة من الزمن ولكن يعلموها إلا من خلال دابة الأرض كما جاء في كتاب الله.
وتابع الجندي:"أن النملة التي ورد ذكرها في القرآن تعطى دلالة على أنها لديها علم أكثر من الجن ويتضح هذا عبر تنبؤها بقدوم سيدنا سليمان وتنبيهها لقبيلتها، أيضا هناك دليل ثالث في الآية القرآنية التي يخاطب فيها الجن سيدنا سليمان ويقول "أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك "وهنا لم يعبأ به ويهتم بكلامه بينما قال اهتم بكلام أحد الموجودين الذي قال وفقا للآية الكريمة" فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" وهذا الشخص الذي قال هذا القول اختلف فيه العلماء فهناك من رجح انه احد الموجودين في مجلس سيدنا سليمان والرأي الأخر انه سيدنا جبريل عليه السلام والفريق الثالث رجح انه قد يكون شخص آخر".
وأضاف:"الخلاصة تؤكد أن من قام بالمهمة وأحضر العرش ليس العفريت الذي رفض عرضه سيدنا سليمان، وهذا يؤكد ضعف قدرات الجن، التي أكدها القرآن الكريم حيث لم يبالغ في قوته أو معرفته وفى سورة الجن تتضح تفاصيل هذه المسألة".
كما فسر الجندي مسألة تسلط الجن على الإنس وقال إن هذا يحدث لضعاف النفوس والدليل الآية القرآنية التي تقول " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا" أي أن الجن يزيدون الإنس تعباً على تعب".
أما عن حدود الجن ومدى تأثيره على الإنسان بدون سحر فقال:" ليس هناك له أدنى تأثير على الإنسان إلا بالوسوسة التي تحدث عن طريق مايسمى بالمس ويتم ذلك بالتسلط الخفي وحديث الرسول صلي الله عليه وسلم "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق" له تفسيرين فهناك من قطع بدخول الجن داخل الجسد، وهذا لم يستند لدليل،لان ماقصده النبي صلوات الله عليه وسلامه هو التعبير البلاغي والإيحاء الخفي أو الكناية".
وأوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يحدث واستعان بأي منهم أو استشار اى منهم في أمر من الأمور أو سخرهم، أو نبأه اى منهم بحدوث مكروه وهذا يدل على أن السحر هو نوع من الاستعانة بالجن لذا فقد تم تجريمه وصنف على انه من كبائر الذنوب".
كما استدل الجندي :" بأن الشيطان حدوده تقتصر على الوسوسة فقط وهذا وارد حتى للأنبياء لان اى نبي له حالتين الأولى هي (بشر نبي) وتكون في حالة نزول الوحي عليه وفى هذه اللحظة لايستطيع الشيطان الاقتراب منه بينما حين يمضي الوحي يكون النبي عرضة لكل الآفات التي تعترى البشر من مرض ونسيان وسرحان وقد يتم مساسه بالوسوسة."
وأضاف:" الخلاصة أن المس والوسوسة بمعنى واحد ولا يعنى ذلك دخوله الجسد وهذا وهم وقع فيه بعض العلماء، مضيفا أن الشيطان لايقتصر وحده على الجن فليس كل جني شيطان وليس كل شيطان جني، لأنه قد يكون هناك إنسان شيطان وذلك عندما يبتعد عن طاعة الله بمعنى الشط أي البعد ".
كما طمئن الجندي من يخاف من الجن وقال ان شيطان الإنس أقوى مقارنة بشيطان الجن لأنه سيبتعد عنك بمجرد الاستعاذة فهو ضعيف، وما يقال عن التلبس وتحدث الجن بلسان الإنسان خرافة فكل مايحدث عبارة عن أمراض نفسية تتغير على إثرها الطبقة الصوتية ".
وعن كيفية التزاوج بين الجن قال الجندي :" هناك قولان في هذه المسألة والقول الأول لم يثبت تكاثر الجن عن طريق التواصل مع النساء لأنه لايوجد دليل على أن هناك جنية إنما التكاثر يتم عن طريق التكاثر الفردي مثل ميكروب "الاميبا ".
من جهة أخرى تطرق الجندي لبعض الأمور منها التفسير الخاطئ للآية التي تقول " لايمسه إلا المطهرون" وقال الكثير يعتقد أنها خاصة بمساس الغير متطهرين من بني البشر للقرآن والحقيقة أنها خاصة بالملائكة المطهرون إما نحن فمتطهرون والفارق بينهما أن المتطهر هو الذي تعتريه حالة عدم طهارة بينما الملائكة في حالة طهارة دائمة".
وواصل أن الله لو كان يقصدنا نحن بني البشر لقال لايمسسه إلا المتطهرون كما أن كلمة المس تختص بالشيء غير المرئي بينما تستخدم كلمة اللمس للشيء المرئي، لهذا دائما ما يقال فلان مسه الجن وأكدت ذلك الآية التي تقول " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو"، أما دليل اللمس فهناك أية التي تقول:" أو لامستم النساء" ، والآية التي تقول " ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ، وهذا يدل على أن هناك فارق بين اللمس والمس".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/02/12/146440.html
وكان الشيخ خالد الجندي قد فجر مفاجأة خلال برنامج "البيت بيتك" على القناة "الفضائية " المصرية ونفى أن يكون للجن قدرات خارقة لانهاية لها كما يعتقد الناس ، مشيرا إلى أن هذا وارد في القرآن ، لدرجة أن بعض العلماء كتب أن أعقل بني الجن كطفل لديه ستة أعوام سنوات والدليل أن الله لم يبعث منهم رسلاً لهم".
وبشيء من التفصيل أوضح الجندي مسألة السفاهة وكيف يؤمن الجن وهم بهذه العقلية وضرب مثالاً وقال:" نتخيل أن هناك مواطن بدوى في الصحراء وعالم في وكالة ناسا الفضائية الاثنين يملكون عقل والفارق بينهم في المستوى العلمي والفكري والمعرفي ".
وأوضح أن علم الجن ليس علم تراكمي لأنه مختلف عن علم بني البشر المعتمد على بناء العلم على العلم والدليل أن الجن في عهد سيدنا سليمان لم يتمكن من الوصول للمعلومة التي توصل إليها هدهد في حجم الكف، كما إن وفاة سيدنا سليمان ظلت خفية على الجن فترة من الزمن ولكن يعلموها إلا من خلال دابة الأرض كما جاء في كتاب الله.
وتابع الجندي:"أن النملة التي ورد ذكرها في القرآن تعطى دلالة على أنها لديها علم أكثر من الجن ويتضح هذا عبر تنبؤها بقدوم سيدنا سليمان وتنبيهها لقبيلتها، أيضا هناك دليل ثالث في الآية القرآنية التي يخاطب فيها الجن سيدنا سليمان ويقول "أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك "وهنا لم يعبأ به ويهتم بكلامه بينما قال اهتم بكلام أحد الموجودين الذي قال وفقا للآية الكريمة" فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك" وهذا الشخص الذي قال هذا القول اختلف فيه العلماء فهناك من رجح انه احد الموجودين في مجلس سيدنا سليمان والرأي الأخر انه سيدنا جبريل عليه السلام والفريق الثالث رجح انه قد يكون شخص آخر".
وأضاف:"الخلاصة تؤكد أن من قام بالمهمة وأحضر العرش ليس العفريت الذي رفض عرضه سيدنا سليمان، وهذا يؤكد ضعف قدرات الجن، التي أكدها القرآن الكريم حيث لم يبالغ في قوته أو معرفته وفى سورة الجن تتضح تفاصيل هذه المسألة".
كما فسر الجندي مسألة تسلط الجن على الإنس وقال إن هذا يحدث لضعاف النفوس والدليل الآية القرآنية التي تقول " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا" أي أن الجن يزيدون الإنس تعباً على تعب".
أما عن حدود الجن ومدى تأثيره على الإنسان بدون سحر فقال:" ليس هناك له أدنى تأثير على الإنسان إلا بالوسوسة التي تحدث عن طريق مايسمى بالمس ويتم ذلك بالتسلط الخفي وحديث الرسول صلي الله عليه وسلم "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق" له تفسيرين فهناك من قطع بدخول الجن داخل الجسد، وهذا لم يستند لدليل،لان ماقصده النبي صلوات الله عليه وسلامه هو التعبير البلاغي والإيحاء الخفي أو الكناية".
وأوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يحدث واستعان بأي منهم أو استشار اى منهم في أمر من الأمور أو سخرهم، أو نبأه اى منهم بحدوث مكروه وهذا يدل على أن السحر هو نوع من الاستعانة بالجن لذا فقد تم تجريمه وصنف على انه من كبائر الذنوب".
كما استدل الجندي :" بأن الشيطان حدوده تقتصر على الوسوسة فقط وهذا وارد حتى للأنبياء لان اى نبي له حالتين الأولى هي (بشر نبي) وتكون في حالة نزول الوحي عليه وفى هذه اللحظة لايستطيع الشيطان الاقتراب منه بينما حين يمضي الوحي يكون النبي عرضة لكل الآفات التي تعترى البشر من مرض ونسيان وسرحان وقد يتم مساسه بالوسوسة."
وأضاف:" الخلاصة أن المس والوسوسة بمعنى واحد ولا يعنى ذلك دخوله الجسد وهذا وهم وقع فيه بعض العلماء، مضيفا أن الشيطان لايقتصر وحده على الجن فليس كل جني شيطان وليس كل شيطان جني، لأنه قد يكون هناك إنسان شيطان وذلك عندما يبتعد عن طاعة الله بمعنى الشط أي البعد ".
كما طمئن الجندي من يخاف من الجن وقال ان شيطان الإنس أقوى مقارنة بشيطان الجن لأنه سيبتعد عنك بمجرد الاستعاذة فهو ضعيف، وما يقال عن التلبس وتحدث الجن بلسان الإنسان خرافة فكل مايحدث عبارة عن أمراض نفسية تتغير على إثرها الطبقة الصوتية ".
وعن كيفية التزاوج بين الجن قال الجندي :" هناك قولان في هذه المسألة والقول الأول لم يثبت تكاثر الجن عن طريق التواصل مع النساء لأنه لايوجد دليل على أن هناك جنية إنما التكاثر يتم عن طريق التكاثر الفردي مثل ميكروب "الاميبا ".
من جهة أخرى تطرق الجندي لبعض الأمور منها التفسير الخاطئ للآية التي تقول " لايمسه إلا المطهرون" وقال الكثير يعتقد أنها خاصة بمساس الغير متطهرين من بني البشر للقرآن والحقيقة أنها خاصة بالملائكة المطهرون إما نحن فمتطهرون والفارق بينهما أن المتطهر هو الذي تعتريه حالة عدم طهارة بينما الملائكة في حالة طهارة دائمة".
وواصل أن الله لو كان يقصدنا نحن بني البشر لقال لايمسسه إلا المتطهرون كما أن كلمة المس تختص بالشيء غير المرئي بينما تستخدم كلمة اللمس للشيء المرئي، لهذا دائما ما يقال فلان مسه الجن وأكدت ذلك الآية التي تقول " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو"، أما دليل اللمس فهناك أية التي تقول:" أو لامستم النساء" ، والآية التي تقول " ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ، وهذا يدل على أن هناك فارق بين اللمس والمس".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2010/02/12/146440.html
منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: منتدى ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية :: أنشطة مادة التربية الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى