الثورة المعلوماتية : الاستحقاقات والحدود

عبد الصمد أفقير الأحد أبريل 11, 2010 2:21 pm

فتح نقاش في هذا المنتدى حول تأثير التكنولوجيا المعلوماتية مجسدة في الانترنت على الشباب وبالضبط المراهقين خصوصا في الوسط التلمذي، وارتأيت أن أساهم في هذا النقاش برأيي القابل في الأخير للمناقشة والنقد، ولكن الهم هو اغناء روح النقاش خصوص في وسط مثقف من أساتذة وتلاميذ.
الثورة المعلوماتية
اذا عدنا الى تاريخ الثورة المعلوماتية، سنجد بأنها جزء من سيرورة من المكتشفات التي عرفها القرن العشرين. فما عرفه هذا القرن من مكتشفات يفوق ما توصلت اليه البشرية مند بدايتها على وجه الكرة الأرضية. ولكن اكتشاف الحاسوب كان له وقع كبير على الساحة الانسانية والطبيعية. وخضع لتطورات أفرزتها حاجة الانسان الى مزيد من السرعة في التحكم في الطبيعة التي أصبحت تفاجئه كل مرة بظواهر وأخطار جديدة تفرض عليه اكراهات حتى في العلااقات الانسانية، التي تمحورت تارة في الرغبة في التواصل وتارة أخرى في الرغبة في الهيمنة والسيطرة سواء تعلق الأمر بالعلاقة بين الانسان والطبيعة أو العلاقة بين الانسان وأخيه الانسان.وكانت احدى الافرازات التي خلقتها هذه الرغبة هي ما يختصر في الأدبيات المعلوماتية ب www أي باللغة الانجليزية world wid web (الشبكة العنكبوتية العالمية).هذه الشبكة هي اختراع عسكري أمريكي أرادت من خلااله الولايات المتحدة تجاوز النظام العمودي في المجال العسكري(الهرمي) الذي يبدأ بالقيادة العليا ليصل الى ثكنات وهكذا دواليك، نحو نظام عسكري كشبكة عنكبوتية تتخلص من خلاله من خطر تدمير القيادة العليا وبالتالي تدمير كل الجيش. لكن الخبراء العسكريين سرعان ما انتبهوا الى امكانية اختراق الأسرار العسكرية بسرعة، مما دفع الجيش الى التخلي عن هذه التقنية للصالح المدني. وهذه هي قصة ظهور الأنترنت في العالم.
لكن ما يهمنا في هذا الأمر كله هو تلك الأسئلة التي فتحتها هذه الثورة خصوصا على المستوى الانساني المتلقف الأول لهذه التقنية، فتأثيرها على المستوى الانساني كان أكثر ضخامة من أي تأثير آخر، فما هي مظاهر هذا التأثير؟ وما هي الأسئلة المفتوحة على هذا الصعيد؟
الانسان والثورة المعلوماتية
اختراع الحاسوب كان له تأثير على أبعاد انسانية مختلفة، وجعل الانسان يطرح اسئلة مختلفة، فتعددت المستويات التي طرحت على صعيدها الأسئلة.
1-المستوى الابستيمولوجي(تصنيف العلوم)
تأثير الثورة المعلوماتية على المستوى المعرفي، كان أكثر فاعلية على الجانب الانساني من المعرفة. أي على العلوم الانسانية، والأسئلة المرتبطة بهذه العلوم.فهذه الثورة أعادت الترتيب الابستيمولوجي للعلوم، مما كان يسمى بالعلوم الانسانية الى ما يسمى الآن بالعلوم المعرفية، هذا التغيير أحدثه ظهور ما يسمى بالذكاء الاصطناعي l'intelegence artificielle . وهذا هو الموضوع الذي ينقلنا الى المستوى الثاني.
2-مستوى الاشكاليات المناقشة:
يتكون الحاسوب بلا شك من مجموعة من المكونات كالوحدة المركزية التي تتكون بدورها من مكونات الذاكرة الحية والذاكرة الميتة، بالاضافة الى الشاشة l'écran ، والملمسclavier .هذه المكونات في تفاعلها تنجز مهام كالتي ينجزها الانسان مثل: حل المسائل الرياضية، القراءة، الكتابة....الخ. هذه المسائل فتحت أفقا جديدا للمعرفة، وهو ما يسمى بالذكاء الاصطناعي أي قياس طريقة عمل الحاسوب على طريقة عمل الدهن الانساني، وقد ادى ذلك الى اكتشاف مجموعة من الأشياء خصوصا فيما يتعلق بالجانب النفسي للانسان، فتم التمييز في الانسان بين الدهن(النفس) وهذا ما يسمى في اللغة الحاسوبية بالبرمجيات softword، والدماغ(البدن) وهذا هو الجزء المسمىفي الحاسوب بالجزء الصلب hardword، وعن هذا الطريق تم اكتشاف الذاكرة بكافة أجزائها القصيرة المدى والبعيدة المدى والذاكرة العاملة..الخ.اذا كان هذا على المستوى المعرفي النظري للانسان فماذا عن المستوى المعيش؟.
3المستوى التطبيقي أو المعيش:
ظهور الحاسوب والأنترنت بصفة خاصة ففتح أمام الانسان أفقا أكثر سرعة لانجاز مجموعة من المهام الادارية،وفتح آفاقا أخرى للتواصل عبر القارات، وتأدية هذه الوظيفة التواصلية بشكل سريع. بالاضافة الى سرعة الحصول على المعرفة التي لم تعد حكرا على أحد. ومهام أخرى الكل يعيها جيدا.
كان هذا متعلقا بالجانب الايجابي من الانترنت، فما هي حدود أو سلبيات هذا الاخير؟
حدود الثورة المعلوماتية
هذه الحدود سأحددها على شكل أسئلة اتركها مفتوحة لنقاش مستقبلي:
التواصل عبر الأنترنت chat الذي يأخد جل وقت المراهق وهو أمام الكومبيوتر، أليس في أغلبه تواصلا افتراضيا وهميا يجعل كل الأحاسيس التي يعبر عنها بايقونات مختلفة احساسا وهمي؟ الا يصدم المراهق أو المراهقة وهو أمام msn أوfacebook حينما يخدع بصوت المتواصل معه فيكتشف في الصورة أنه ليس الشخص المنشود؟ ألم تفتح المواقع الاباحية المجانية لاائحة من الاضطرابات النفسية كالشذوذ الجنسي،الادمان على عادات سيئة؟ وهل تستطيع مقالة على أوراق word أو adob أو exel أن تكون أنيسة مثل الكتاب و تطيل نفس القراءة؟ وأدعوك اخي الى القيام بتجربة أنت وصديقك: خذ كتابا وصديقك مقالة على الحاسوب وقارن المدة التي يمكن أن تقرأها أنت والمدة التي يمكن أن يقرأها صديقك، ماذا تلاحظ؟ حينما يغيب الكهرباء وتجلس أنت وعائلتك محيطون بشمعة وفجأة يعود الكهرباء ما الفرق بين الحالة الاولى والحالة الثانية؟ لاحظ الفرق بين شخص تزوج عبر شبكة الانترنت فحصل على أوراق للعمل في الخارج وشخص كان مجتهدا يحصل على نقط متفوقة فحصل على عمل شربف وتزوج امرأة اختارها هو ماذا تلاحظ؟ حتى ولو كنت تعرف الشخص الذي تتواصل معه عبر الانترنت، هل تكفي تلك الكلمات المتقطعة التي تعبر له بها عن مشاعرك لتقول ماكان يقوله قيس وعنترة ابن شداد في قصائدهما وما يقوله شيكسبير في مسرحياته وقصائده وما تقوله مسرحية روميو جلييت، وما يقوله بيكاسو وليوناردو دافينشي في لوحاتهما؟
أتمنى أن يحاول كل مطلع على هذا المقال تلميذ أو أستاذ الاجابة عن هذه الأسئلة لكي يطول النقاش ويسود بيننا الحوار الذي قد يغيب في قاعة الدرس نتيجة اكراهات الدرس
والله وراء القصد.

chaimae zerrad الثلاثاء أبريل 13, 2010 12:18 pm

صراحة ناقشة موضوعا او بلأحرى ضاهرة نعيشها و منحصرين في دوامتها
و شكرا

fifi-fathia الأربعاء أبريل 14, 2010 2:00 pm

شكرا لكم على هذا الموضوع القيم والمفيد وأتمنا أن يلقى الاحسان وحسن المناقشة المطلوبين.
من خلال التجربة الشخصية لي كمراهقة أقول وبكل صراحة إن التعامل المباشر والحوار المباشر مختلف تماما عن المحادة الإلكثرونية أو ما يسمى بالشاط chat أخي وأختي عندما يقول لك شخص في محادثة عبر الأنترنيت "إني أحبك (ي)" كن على يقين مائة في المائة أنها لم تكن نابعة من القلب و حتى لو كانت صادقة فهده المحادثة تكون باردة ولا يمكنك أن تعرف تعابير وجهه عندما يبوح بها و لا بريق عينيها عندما تصارحك كما أن هذه المحادة تكون سرية أكيذ مما يشكل خطر على المراهق أن يقع في شرك مصاصي المشاعر بمعنا الأشخاص الذين يتنكرون لهم في زي الرفيق والصديق المثالي ويكون الغرض من ذلك مجرد رغبة جنسية يحاول هؤلاء المختصين (وأقول مختصين لأنهم لا يثركون أي مجال للمراهق ليشك ولو لبرهة في الصديق الإفتلراضي) أن يستدركوا المراهقين خاصة الذين يعانون المشاكل الاجتماعية المختلفة إلى أماكن مختلفة بهدف المساعدة وحسن الإصغاء في المرة الأولى الثانية ليصبح الصديق وحشا وعدوا في المرة الثالتة ويقع المراق في مشاكل كثيرة حيث يجد نفسه مرفوضا تماما من المجتمع.
كما أن عدم استحضار مراقبة الله وخشيته يجعل المراهق عرضة لفساد أخلاقه وتغيير سلوكه الشىء الذي يفسر الانحلال الأخلاقي والفساد المجتمع المغربي أخلاقيا وتربويا مما يفضي بنا إلى ضرورة لفت انتباه الأباء إلى المخاطر التي يتعرض لها شبابهم في الوقت الراهن ويجب عليهم أن يتحركوا بكافة الوسائل لتوعية الشباب كما أن الأسرة ليست هي الوحيدة المعنية بالأمر بل تلعب المؤسسات التعليمية وأطرها دورا مهما في التربية والتوعية.
اما فيما يخص المفارقة بين الكتاب والمقالات على هذه الشبكة تكمن في أن المطالعة في كتاب حسب تجربتي الشخصية تكون أكثر إفادة ليس من حيث المضمون ولكن من حيث المنظور الخارجي حتى ان المطالعة امام هذه الشاشة متعبة بشكل كبير وأأكد لكم أن عيني لا تكف عن البكاء عندما أجلس مدة اما هذه الأخيرة.
في ما يخص الزواج المتعلق بالمصلحة فإنه لا يكون ناجحا ورغم نجاحه في حالات قليلة تكون الأسرة مليئة بالمشاكل والصراعات بين الثقافتين الغربية والمحلية.

شكرا على حسن الإنتباه والله ولي التوفيق عضرا على الإطالة وأثرك المجال للزملاء.

**ذ. البويسفي** الخميس أبريل 15, 2010 7:17 pm

السلام عليكم
شكرا أخي عبج الصمد على الموضوع المهم
المشكل في تعاملنا مع النت، أي اتسعماله في فيما هو سلبي وترك ما هو إبجابي
النت مثله مثل التلفاز أو الهاتف أو vcd - dvd كلها أدوات في يد الإنسان، يمكن أن يستعملها في الخير أو الشر
المشكل أن شبابنا غير مؤهل لاستعمال الحرية فيما يفيده فبمجرد ما يحس أنه بعيد عن المراقبة إلا وأنه يفتح نوافذ المحرمات
فحال الشباب المبحر في النت لا يخرج في الغالب:
- إنه يبحث في مواقع الجامعات الغربية

- إنه يبحث في مواقع الهجرة و العمل بالخارج

- إنه يبحث مواقع الزواج عساه يجد… إلا أنه يكتشف في النهاية أن كل ذلك سراب، و ربما التغرير خاصة لدى الإناث

- إنه يبحث في مواقع الجنس – خاصة الذكور- لينظر إلى صور العاهرات العاريات و هن يستعرضنا عوراتهن في الإعلانات الإباحية . فيظل ينظر إليهن حتى تتهيج شهوته، فلربما يذهب إلى…

- إنه يبحث في مواقع الدردشة و يدردش، و هو الغالب ، و كأن الشباب و جد الحل السحري لربط العلاقات . أغلب الشباب يذهب إلى هذه المواقع ليتحاور مع الآخرين، و هذا شيء جميل أن يتواصل الإنسان مع الآخر من مكان بعيد مختلف عنه جغرافيا و ثقافيا و لغويا، غير أن الحقيقة هي أن شبابنا يبحث عن إما عن فتاة أحلامه أو فارس أحلامها،. الغايات تكاد تنحصر هنا – خاصة لدى الإناث- حيث تكون الحرية في الاتصال مع من تريد دون أي مراقبة، ومن خلالها يتم عقد الصفقات و ترتيب المواعيد و تبادل البرقيات.

و المحزن أنك تجد إعلانات لحسناوات عربيات في مواقع إباحية غربية يعرضنا أنفسهن بثمن بخس لتجار الأجساد البشرية. هل من مشتري؟ لا شك أن الفقر و الحاجة سبب ذلك. لكن إلى متى سيبقى هذا التفكير وهذا السلوك و هذه المهنة الرخيصة. و المثل العربي يقول تجوع الحرة و لا تعمل المرأة بثديها.

و هذا يكشف عن حقيقة انشغالات شبابنا و همومه. إنها كارثة ما بعدها كارثة أن يكون هذا كل ما يفكر فيه شبابنا و يطمح إليه و يعمل من أجله. ماذا تنتظر من شباب يكون هذا همه؟

و هذا يشكف عن فراغ يعانيه شبابنا فراغ في التوجيه و في الحصانة، في القضية، لا قضية له و لا هم يحمله اتجاه دينه و أمته ووطنه.

و هذا دور المسؤولين في أجهزة الإعلام، و مؤسسات التعليم، و دور الأباء.

mouniho الأربعاء أبريل 21, 2010 7:32 am

أنا تلميذك المجد من قسم ج.م.ع6.أشكرك على هذا الموضوع القيم الذي مستفدنا منه جميعا لا تحرمنا من مقالاتك و شكرا

الثورة المعلوماتية : الاستحقاقات والحدود

الثورة المعلوماتية : الاستحقاقات والحدود

رد: الثورة المعلوماتية : الاستحقاقات والحدود

رد: الثورة المعلوماتية : الاستحقاقات والحدود

المشكل في استعمال النت وليس في النت ذاته

thanks