منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

متى نقلع عنها؟؟؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

متى نقلع عنها؟؟؟ Empty متى نقلع عنها؟؟؟

مُساهمة  ذ. البويسفي الإثنين أبريل 26, 2010 5:33 pm

حياتنا من صنعنا، نحن الذين نصنع حياتنا , الإنسان هو الذي يحدد كيف هي الحالة التي يكون عليها، طبعا كل ذلك داخل في قدرة الله وقضائه، وكل ذلك سابق في علمه سبحانه, شخصية الإنسان تتشكل من خلا ل أفعاله وعاداته، من خلال البيئة التي يعيش فيها هو, ذلك أن فؤاد الإنسان يتطبع بما يمارسه ذلك الشخص، إذا أقبل على المعاصي وفعل الرذائل، وكرر ذلك مرارا، وسار ذلك من عاداته، شغلت حياته، وملأت فؤاده، وسيطرت على حياته فلا يستطيع الخروج منها، بل يسير على ذلك الحال، وكل تفكيره وأفعاله تخدم ما هو شاغل قلبه، ينام على تلك الشاكلة ويصبح عليها ويخطط ليومه وغده في إطاره، أفكاره وخواطره التي تخطر بباله هي من جنس ما هو عليه من المعاصي. تراه يعمل من أجل شهوته المحرمة تلك، ماله الذي يوفره ينفقه في سبيلها، وقته الذي يفرغ فيه عن العمل ينفقه كذلك، إن كان يملك سيارة فهي مسخرة في سبيل المعصية، منزله الذي يقطن فيه مسخر كذلك، ( إن كان يد من على شرب الخمر فكل ما ذكرناه يخدم الخمر: المال، الوقت، السيارة، المنزل، ربما الأصدقاء أيضا يسخرهم في خدمة المعصية، إن كان يدمن على الزنا فكل حياته تدور في فلك الزنا، تراه في الشارع وهو يترصد صيده، هذه طويلة، هذه شقراء، هذه جميلة، هذه كذا، هكذا.. ماله ينفقه على كل عاهرة اشتهاها، يسير معها أينما أمرته واقترحته عليه بشرط أن تمكنه من نفسها وتدعه يروي فهمه الجنسي، ويبع غريزته الجنسية، المهم عنده هو هذا، لا غير يسلك كل سبيل يوصله إلى قضاء شهوته).

يحكى أن رجلا مسلما ببغداد كان يعشق امرأة نصرانية حسناء، وقد كان يراودها عن نفسها، وطلب منها الوصال، فتأبى عليه، وقد علمت بمدى عشقه لها وحبه لها، فجعلت ترفع سعرها، وتشرط شروطا حتى طلب منه أن يرتد عن الإسلام ويدخل في دينها إن أراد أن ينال منها مراده، فاستجاب لها وارتد عن دينه، وبعد ذلك طلبت منه أن يشرب الخمر، ففعل، فلما رأته قد شرب حتى الثمالة وذهبت الخمر بعقله، بعد أن ذهب الهوى بفؤاده-صعدت إلى سطح المنزل، وصعد هو في طلبها إلا أنه سقط من على السطح فمات.

ولما علم المسلمون بخبره لم يصلوا عليه ولم يدفنوه في مقبرة المسلمين، انظر إلى الشهوة كيف تفعل بصاحبها إذا تمكنت من قلبه، فلا هو نال مطلوبه من المرأة، ولا هو مات مسلما، قد خسر الدنيا والآخرة.

المعاصي تورث صاحبها خوار العزيمة وضعف الهمة، إن عقد العزم على فعل ما أو هدف ما، يسقط في بداية الطريق ولا يستطيع الاستمرار، ذلك أنه بمجرد أن تبدو له شهوة فإنه يميل إليها ويترك ما عق العزم عليه، (فهذا مدمن خمر أراد أن يجمع بعض المال من أل أن يستقل ببيته، بعد أن كان يقطن في منزل ضيق مكتري مع جيران كثير، لكنه لم يستطيع إذ ما دخل جيبه درهم غلا وأنفقه في قنينة خمر) وامرؤ القيس جاءه خبر وفاة والده وقت معاقرته الخمر فما كان منه إلا أن قال قولته المشهورة واليوم خمر وغدا امر تأمل في هذا الحادث: رجل يأتيه خبر وفاة والده وا أدراك ما الخبر، خبر الوفاة، منا من يسمعه فيقع مغما عليه، ومنا من لا يملك نفسه فتصدر منه حركات لا إرادية أو صياح أو ما شابه ذلك، منا من بكون في بلد بعيد فيتوجه إلى المطار في الحين فيقتني التذكرة مهما بلغ ثمنها ليحضر جنازة والده، لكن امرؤ القيس هذا قال: اليوم خمر وغدا أمر، إنه الإدمان على المعاصي مدمن المعاصي مسلوب الإرادة لا يثبت على حال، دائم التقلب، لا يعرف معنى السعادة والهناء ولا يعرف معنى السعادة والهناء، ولا يعرف السكينة أبدا، قد نزعت منه، وبدا بينه وبينها أمدا بعيدان, أتعرف ما معنى غياب السكينة؟ إنه الاضطراب، ثم الاضطراب في كل شيء، الاضطراب في الحياة كلها، أتدري ما معنى حياة مضطربة: لا استقرار فيها ولا ثبات، ولا سكينة، و من قبل قال ابن خلدون ن البدو هادمون للحضارة لأنهم كثيروا الترحال، لا استقرار لهم، ونحن نقول إن المدمون على المعاصي هادمون الحياة كلها، النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الدينية… تعالى معي إلى قوله تعالى فيمن هم مدمنون على معصية الربا: "الذين يأكلون الربا لا يقومون غلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس" [البقرة274] إنه وصف قرآني بليغ، الذي يتخطبه الشيطان من المس، هل يستطيع أن يقوم؟ أبدا لا يستطيع لا هو يقوم، ولا حياته تستقيم ولا تفكيره ولا عمله، كل شيء في تخبط، كل شيء مضطرب-نسأل الله تعالى العافية- (المرابي يرى سلفا فيه ربا كبيرا، لا يقر له قرار متى ينجز تلك الصفقة –ظنا منه-المسكين انه فاز بتلك الصفقة فوزا عظيمان وإنما هو الخسران المبين). إذا رأى فريسته اشتعلت نار الشهوة في جسمه كاللهيب فيغلي دمه من حرارتها، وتخطف بصره، إن كان في شغل ترك ذلك الشغل، إن كان مع أصدقائه انفصل عنهم، لا يقر له قرار حتى يلبي ندا ء الشهوة، إنها العبودية فعلا، عبادة الشهوة، الشهوة أصبحت لها عباد وصدق الله تعالى إذ قال "أرأيت من اتخذ إله هواه".

والمعاصي تورث صاحبها خراب الدين، نعم تخرب دينه الذي هو عصمة أمرهه نعم الدين الذي هو صمام أمان حياة المسلم، تخربه المعاصي إذا أدمن عليها الإنسان، فبقدر ما تتمكن من قلبه بقدر ما يبتعد عن الدين، ويضعف إيمانه وينزع منه الحياء، والإيمان والحياء و هما قرناء، إذا رفع أحدهما تبعه الآخر، ويكثر جشعه ويسلك كل طريق حرام يوصله إلى قضاء شهوته مهما كانت إضافة إلى ضعف التزامه بالفرائض إن كان يؤديها.

والمعاصي تكثر السيئات والسيئات تأكل الحسنان، فيصير الإنسان مفلسان كما جاء في الحديث فيما معناه من المفلس؟ قالوا: المفلس من لا درهم له ولا دينار، قال: المفلس من تأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وسائر الأعمال، وقد ضرب هذا او شتم هذا وسرق مال هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته حتى لا يبقى له حسنات فيأخذ من سيئات الذين ظلمهم في الدنيا، فيكب في النار، "أجارنا الله وإياكم من النار"

إذا كانت المعاصي هي سبب هذا المصير المشئوم، فكيف السبيل للخروج منها، والانتقال إلى رحاب الطاعة والهناء؟

فهذه دعوة إلى الدعاة ليبينوا لنا كيف الخلاص، ودعوة أيضا إلى الذين من الله تعالى عليهم بالتوبة ليحكوا لنا كيف خرجوا من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة. ورب كلمة تكتبها لا تدري لها بالا تكون سببا في إدخالك الجنة.



البويسفي محمد

ذ. البويسفي
Admin

عدد المساهمات : 85
نقاط : 191
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

https://sakani.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

متى نقلع عنها؟؟؟ Empty رد: متى نقلع عنها؟؟؟

مُساهمة  mouniho الثلاثاء أبريل 27, 2010 6:09 am

موضوع جد رائع بل يستحق أكثر من هذا. لا تحرمنا بمثل هذه المواضيع يا أخي و شكرا.

mouniho

عدد المساهمات : 96
نقاط : 210
تاريخ التسجيل : 17/04/2010
العمر : 30
الموقع : tarik-mounih.webobo.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى