منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة قصيرة بعنوان: تذكير!

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان: تذكير! Empty قصة قصيرة بعنوان: تذكير!

مُساهمة  عبد الصمد أفقير الأحد فبراير 13, 2011 1:41 pm

[size=12][justify][size=24][b][i]التاريخ 26مارس، والساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا ، صراخ الأم يملأ البيت، تصيح في وجهه: استيقظ يا فاشل! ( لقد طمى الخطب حتى غاصت الركب) إنه وقت المدرسة أما عاد يهمك الأمر؟
رد ببعض الهمهمات، لكنه لم يملك لنفسه إلا أن أن يستسلم لطلب أمه، التي تحمل في كل صرخة لحن الحب والحنان الذي تعزف به سمفونية الحياة التي يرقص عليها... وكعادته أشعل جهاز التلفاز ليشاهد محطته الموسيقية المفضلة، وسرعان ما قطع عليه الأب نشوة موسيقى الراب التي يحبها، وأحس بالضجر من هذا الأب الذي يسقي بكل قطرة من عرق جبينه بستان الأفراح التي يعيشها، إذ غير المحطة نحو كلمات إخبارية وعرة يعجز عن تسلقها... فجأة بينما هو منصرف تسمرت عينه صدفة على الشريط الأحمر الموجود أسفل الشاشة، ويحمل إسم صحفي يتحدث من منطقة أخرى وبجانب أسمه توجد عبارة " فلسطين المحتلة "
لم تشأ هذه العبارة أن تفارق تفكيره، حتى أحس بأنه لأول مرة يقرأ جملة باللغة العربية بشكل صحيح، لم يحاول أن يفهمها لكنها فرضت نفسها على خياليه في ذلك الصباح... وجد نفسه يستعد للدخول إلى الفصل مع بقية الزملاء دون أن يمر كعادته لمرافقة صديقه المفضل إلى قاعة الألعاب، حيث كان يمضي الصباح كله هناك. قطع عنه الأستاذ تفكيره بأن أمره بالدخول إلى الفصل. يجلس على الطاولة وهو لازال مشدوها أمام العبارة التي قرأها، مستحضرا سنولت التعليم الإبتدائي حيث كان المعلم لايتردد في تمجيد بطولات صلاح الدين الأيوبي وفتحه لفلسطين، أيكون المعلم قد كذب عليه؟ أم أن هناك أحداثا نسيها برحيل براءة الأطفا؟.
من جديد يقطع عليه الأستاذ تفكيره بسؤاله عن موضوع درس اليوم؟ وكأي تلميذ غير مهتم بدروسه، يبحث عن آخر ملاذ لأنقاذه من الورطة التي أوقعه فيها الأستاذ، فنظر إلى كتاب الإجتماعيات لزميله الذي يجلس أمامه فأجاب: " القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي". لم ينتبه إلى الثناء الذي لقيه من الأستاذ، بل أعاد قراءة العنوان وغرق مع المدرس في بحر المراحل التاريخية، والأسماء، والمعاهدات، والمنظمات، دون أن يكون فكرة واضحة. غير أنه خلص إلى نتيجة واحدة هي أن فلسطين محتلة!
كأي تلميذ شارد الذهن داخل القسم، وجد نفسه يخطط على ورقة من حيث لايدري كاتبا:
" تذكير! فلسطين محتلة!"
أزال الورقة من مكانها يالدفتر، فاحتفظ بها وعند خروجه من القسم ألصقها على إحدى جدران المؤسسة. هو الذي كان يعمد إلى شتم أنصار الفريق الكروي غير المفضل لديه، أو إعادة كتابة كلمات الأغاني التي يسمعها...
عاد إلى بيته، إنصرف مباشرة إلى الحاسوب المرتبط بشبكة الأنترنت، وفتح صفحته على الفيس بوك. وكتب إعلانا:
" تذكير! فلسطين محتلة!"
أرسله إلى جميع أصدقائه.
حينما وصل الإعلان إلى صديقه المفضل، كانت تعلوه صورة لفتاة مكتوب عليها:
" صور ساخنة لأجمل الفنانات"
نقر على الصورة وصاح بصوت منخفظ:
" آه يا أنور يا لئيم، أنت الصديق الوحيد الذي يفهمني"
دون يقرأ الإعلان، ودون أن يدري أن الصورة ليست من عند صديقه، بل هي تشويش من الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإسرائلية...
[/justify][/size]
[/size]


عدل سابقا من قبل عبد الصمد أفقير في الأربعاء فبراير 16, 2011 7:50 am عدل 2 مرات

عبد الصمد أفقير

عدد المساهمات : 18
نقاط : 44
تاريخ التسجيل : 09/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان: تذكير! Empty تحية

مُساهمة  ذ. البويسفي الثلاثاء فبراير 15, 2011 4:17 pm

السلام عليكم
أولا أحييك على القصة الجميلة والمعبرة عن حال الشباب والمعالجة له في نفس الوقت لكن بأسلوب راق
أول مرة أكتشف الأستاذ عبد الصمد الأديب وليس الفيلسوف فقط- ابتسامة-

ذ. البويسفي
Admin

عدد المساهمات : 85
نقاط : 191
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

https://sakani.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى