منتدى الإبداع لتلاميذ ثانوية إدريس الحريزي التأهيلية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فقه حديث النبي صلى الله عليه وسلم « لا آكل متكئاً» ؟ العلامة الألباني – رحمه الله- يجيب

اذهب الى الأسفل

فقه حديث النبي صلى الله عليه وسلم « لا آكل متكئاً» ؟ العلامة الألباني – رحمه الله- يجيب Empty فقه حديث النبي صلى الله عليه وسلم « لا آكل متكئاً» ؟ العلامة الألباني – رحمه الله- يجيب

مُساهمة  ait ou balkas الجمعة مايو 07, 2010 5:11 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم « لا آكل متكئا » فما فقه هذا الحديث ؟ ثم قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث " « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر » قالوا الله ورسوله أعلم، قال « الشرك بالله وعقوق الوالدين » ثم كان متكئا فجلس "
الشيخ الألباني: تمام.
السائل: فما صفة هذا الإتكاء ؟
الشيخ الألباني: الإتكاء في الحديث الأول هو غير الإتكاء في الحديث الآخر، الإتكاء في الحديث الأول في رأي الجمهور هو التربع، معروف التربع ؟ آه، التربع الذي هو خلاف الإفتراش في الصلاة وخلاف التورك، هذا هو التربع، بعض العلماء يفسرون هذا الإتكاء في حديث « لا آكل متكئا » بالتربع، وحينذاك هذا الإتكاء يخالف الإتكاء الوارد في حديث الكبائر، لأن الإتكاء في حديث الكبائر أن يكون الإنسان متكئا هكذا ويتحدث على سجيته وعلى راحته، فإذا ما وصل إلى جملة يريد أن يُظهر اهتمامه بها استوى جالسا وقال « ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور » إلى آخره، الذي يبدو لي – والله أعلم- وقد ذكرت هذا في كثير من المناسبات أن الإتكاء المذكور في الحديث الثاني في حديث الكبائر هو عين الإتكاء المذكور في حديث « لا آكل متكئا » لأني لا أعلم وإن كان المعنى الأول هو الذي ذُكر في غريب اللغة ككتاب ابن الأثير المعروف ب " النهاية في غريب الحديث والأثر "، قد ذكروا ما ذكرت لكم آنفا أن قوله – عليه السلام- « لا آكل متكئا » إنما المقصود به التربع، لكني حيثما مررت بهذا اللفظ " الإتكاء" لا أجده إلا أنه يعني الجلوس مائلا ومتكئا على أحد شقيه، فتفسير الحديث الأول « لا آكل متكئا » أي متربعا كأنه شاذ ونَابٍ عن الإتكاء المعروف في الأحاديث الأخرى كحديث « وكان متكئا فجلس»، هذا شيء، والشيء الثاني أن المتربع هو جالس، فكيف يقال إنه متكئ ! وحديث الكبائر وهو من رواية أبي بكرة الثقفي في الصحيحين يقول « وكان متكئا فجلس»، فالإتكاء ينافي الجلوس وينافي الإطمئنان، والجالس متربعا فهو جالس ومطمئن في جلوسه، فلا يبدو لي -والله أعلم- أقول هكذا لأني كما أقول لكم دائما بيانا للحقيقة؛ لا أنسى أصلي وفصلي أنني أعجمي وألباني، وأهل اللغة أعرف بها من الغرباء أو المستعربين على الأقل، لكن الذي أجده مبثوثا في الأحاديث هو أن الإتكاء كما جاء في حديث أبي بكرة الثقفي « فجلس » أما المتربع فهو جالس، هذا من فقه هذا الحديث، وثانيا وهو مهم جدا؛ فإن بعض الناس يأخذون من هذا الحديث « لا آكل متكئا » ما يشبه النهي عن الأكل متكئا، فإذا فسَّروا الإتكاء بالتربع، وفسٍّروا « لا آكل متكئا » بالنهي، خرجوا بنتيجة فيها تشريع حكم فيه ثِقَل وفيه شدة على الناس؛ أي لا يجوز أن يأكلوا متكئين أي متربعين، هذا أيضا في اعتقادي خطأ، لأن قوله -عليه السلام- « لا آكل متكئا » لا يعني أنه لا يجوز، وإنما يعني أنني لا آكل متكئا تنزها، أي لا يليق بي أن آكل متكئا، لأن الإتكاء إنما هي حاجة -كما قلنا- في الإستراحة، فإذا جاء وقت الطعام فيظل يأكل وهو متكئ ؟! هذه سمة المتكبرين، فقوله « لا آكل متكئا» حضٌ على أن يتنزه المسلم أن يأكل في هذه الكيفية، هذا ما عندي والله أعلم.

تفريغ من الشريط 13 من "فتاوى جدة" للعلامة الألباني –رحمه الله-

ait ou balkas

عدد المساهمات : 1
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 07/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى